للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ع: يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ ابْنِ سُلَيْمَانَ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ (١) فِي زَمْزَمٍ (٢): "لَا أُحِلُّهَا لِمُغْتَسِلٍ، وَهِي لِشَارِبٍ حِلٌّ وَبَلٌّ" (٣).

قوله: "وَلَا يَعْرِفُ الْأَصْمَعِيُّ الْحَبَضَ" (٤).

ع: يُقَالُ: حَبَضَ الْقَلْبُ، يَحْبِضُ حَبْضًا أَي ضَرَبَ ضَرْبًا شَدِيدًا، وَكَذَلِكَ الْعِرْقُ يَحْبِضُ ثُمَّ يَسْكُنُ، وَهُوَ أَشَدُّ مِنَ النَّبْضِ، وَيُقَالُ: حَبَضَ السَّهُمُ حَبْضًا إِذَا وَقَعَ بَيْنَ يَدَي الرَّامِي، وَالْحَبَضُ مِنْهُ. وَالنَّبَضُ مِنْ قَوْلِهِمْ: أَنْبَضْتُ الْوَتَرَ إِذَا جَذَبْتَهُ بِإِصْبَعِكَ ثُمَّ أَطْلَقْتَهُ، أَيْ لَيْسَ معَهُ مِنَ الْقُوَّةِ بِمَا يَحْبِضُ سَهْمَهُ أَوْ يَنْبِضُ وَتَرَهُ.

وَفِي كِتَابِ "الْعَيْنِ": "أَصَابَتْهُمْ دَاهِيَةٌ مِنْ حَبَضِ الدَّهْرِ، أَيْ مِنْ ضَرَبَانِ الدَّهْرِ" (٥).

ر: قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: أَحْبَضْتُ حَقَّكَ إِحْبَاضًا: أَبْطَلْتَهُ إِبْطَالًا، وَهُمَا وَاحِدٌ حَتَّى بَطْلَ فَهُوَ يَبْطُلُ. وَحَبَضَ السَّهْمُ فَهُوَ يَحْبِضُ حُبُوضًا، وَقَالَ رُوْبَةُ: (رجز)

وَالنَّبْلُ تَهْوِي خَطَأً وَحَبَضًا (٦)

وَحَبَضَ السَّهْمُ حَبْضًا وَحُبُوضًا، وذلك أن تَنْزعَ فِي الْقَوْسِ فَتُرْسِلَ سَهْمَكَ فَيَسْقُطُ من بين يَدَيْكَ وَلَا يَصُوبُ، وَصَوْبُهُ: اسْتِقَامَتُهُ، وَسَدَادُهُ: نَفَاذُهُ.


(١) العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو الفضل، عم رسول الله ، توفي سنة (٣٢ هـ). المحبر: ٦٣، تهذيب ابن عساكر: ٧/ ٢٢٦؛ صفة الصفوة: ١/
٢٠٣؛ الإصابة: ١/ ٣٠؛ أسد الغابة: ٣/ ٦٠؛ الأعلام: ٣/ ٢٦٢.
(٢) هي البئر المباركة المشهورة، قيل: سميت زمزم لكثرة مائها، وقيل لضم هاجر أم إسماعيل لمائها، معجم البلدان: ٣/ ١٤٨.
(٣) الفائق: ١/ ١٢٩؛ النهاية: ١/ ١٥٤.
(٤) أدب الكتاب: ٤٦.
(٥) العين (حبض): ٣/ ١١٠.
(٦) ديوانه: ٨٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>