للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ: وَمَاءٌ قُدُورٍ (١). (البيت).

ط: "هَذَا البَيْتُ لِلسُّلَيْكِ بن السُّلَكَةِ السَّعْدِيِّ، قَالَهُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَرَامٍ (٢)، يُقَالُ لَهُ: صُرَدٌ وَكَانَ سَافَرَ مَعَهُ لِلْغَارَةِ عَلَى أَرْضِ مُرَادٍ (٣) فَقَلَّ عَلَيْهِمُ المَاءُ حَتَّى خَافُوا العَطَبَ، فَانْصَرَفَ جُمْلَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى بِلَادِهِمْ، وَأَرَادَ صُرَدٌ الانْصِرَافَ، فَشَجَّعَهُ السُّلَيْكُ وَأَعْلَمَهُ أَنَّ الْمَاءَ قَرِيبٌ، فَبَقِيَ مَعَهُ، ثُمَّ نَدِمَ عَلَى تَخَلُّفِهِ عَنْ أَصْحَابِهِ، فَبَكَى فَقَالَ السُّلَيْكُ: (طويل)

بَكَى صُرَدُ لَمَّا رَأَى الحَيَّ أَعْرَضَتْ … مَهَامِهُ رَمْلٍ دُونَهُمْ وَسُهُوبُ (٤)

فَقُلْتُ لَهُ: لَا تَبْكِ عَيْنُكَ إِنَّهَا … قَضِيَّةُ مَا يُقْضَى فَتَئُوبُ

سَيَكْفِيكَ صَرْبُ القَوْمِ لَحْمٌ مَعَرَّصٌ … وَمَاءُ قُدُورٍ فِي القِصَاعِ مَشِيبُ

"المَهَامِهُ": القِفَارُ المُلْسُ الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا، وَاحِدُهَا: مَهْمَةٌ. وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَهْمَهْتُ بِالرَّجُلِ: إِذَا زَجَرْتَهُ فَقُلْتَ لَه: مَهْ مَهْ. كَأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنَّهُ قَفْرٌ يُخَافُ فِيهِ الهَلَاكُ، فَإِذَا تَكَلَّمَ فِيهِ الرَّجُلُ زَجَرَهُ أَصْحَابُهُ عَنِ الكَلَامِ. وَهَذَا نَحْوٌ مِمَّا قَالَهُ أَهْلُ اللُّغَةِ فِي قَوْلِ الهُذَلِيِّ: (متقارب)

عَلَى أَطْرِقَا بَالِيَاتِ الخِيَ … امِ إِلَّا التَّمَامَ وَإِلَّا العِصِي (٥)


(١) هو عجز بيت للسليك. وأنشده في أدب الكتّاب: ٦٠٥. وتمامه:
(سيكفيك صرب القوم لحم معرض … ........... في القطاع مشيب
وسيأتي تخريجه مع باقي الأبيات.
(٢) بنو حرام بن جذام وهم من القحطانية؛ نهاية الأرب: ٢٣١.
(٣) مراد من قبائل اليمن تقع مساكنها إلى الغرب الجنوبي من مأرب؛ معجم قبائل العرب: ٣/ ١٠٦٥.
(٤) الأبيات للسليك في شعره: ٥٣؛ الأغاني: ٢٠/ ٣٩٤ برواية:
(فقد الحي لحم مغرض … فتثوب)
شرح المفصل: ١٠/ ٧٨؛ شرح العيون: ١٣٠، والبيت الثالث في المنصف: ١/ ٢٨٨؛ كتاب التنبيه والإيضاح: ١/ ١٠١.
(٥) البيت لأبي ذؤيب في ديوان الهذليين: ١/ ٦٥؛ المقاصد النحوية: ١/ ٣٩٨؛ أمالي ابن الحاجب: ٢/ ٦٧؛ معجم ما استعجم: ١/ ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>