للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: المَعْرُوفُ "إصْلٌ" فِعْلٌ، وَإِنَّمَا حُرِّكَ بالكَسْرِ فِي الشِّعْرِ لِلضَّرُورَةِ، كَمَا حَرَّكَ الهُذَلِيُّ الجِلْدَ للضَّرُورَةَ.

قَوْلُهُ: "وَجَاءَ مَكَانًا سِوًى" (١).

ط: "هَذِهِ الزِّيَادَةُ صَحِيحَةُ. وَقَدْ جَاءَ حَرْفَانِ آخَرَانَ. قَالُوا: مَاءٌ صِرًى لِلْمُجْتَمِعِ وَالْمُسْتَنْقِعِ. وَمَاءٌ رِوًى: لِلْكَثِيرِ الْمُرْوِي. قَالَ الرَّاجِزُ:

تَبَشَّرِي بِالرِّفَهِ وَالمَاءِ الرِّوَى … وَفَرَجٍ مِنْكِ قَرِيبٍ قَدْ أَتَى (٢)

وَقَدْ جَاءَ مِنْهُ شَيْءٌ بِالهَاءِ، قَالُوا: سَبْيٌ طِيَبَةٌ لِلْحَلَالِ (٣). وَخِيَرَةُ لِلشَّيْءِ المُخْتَارِ" (٤).

د: ذَكَرَ السِّيرَافِيُّ مِنْ هَذَا لَحْمُ زِيَمٌ (٥). وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ "سِوًى" اسْمًا جُعِلَ وَصْفًا، وَ"زِيمٌ" مَصَدَرٌ وُصِفَ بِهِ، فَلَمْ يَعْتَدَّ بِهِمَا سِيبويهِ فِي بَابِ الصِّفَةِ.

وَقَوْلُهُ: "مِنْ إِيَائِهِ" (٦).

د: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ:

لَمْ يُبْقِ هَذَا الدَّهْرُ مِنْ ثَرْيَائِهِ (٧)


(١) أدب الكتّاب: ٥٨٧. وفيه: "وقد جاء مكانا سوى".
(٢) البيت للزفيان السعدي الراجز؛ نوادر أبي زيد ٦٠٤ - ٦٠٥ وزاد بيتان بعده؛ المنصف: ١/ ١٦٠؛ المقصور والممدود: ٢٤؛ الفصول والغايات: ٤٦٢؛ معاني القرآن للزجاج: ١/ ١١٨؛ التنبيهات: ١٨٧؛ نوادر أبي مسحل الأعرابي: ٢/ ٥٠٠.
(٣) ينظر اللسان (سبي).
(٤) الاقتضاب: ٢/ ٣٣٥ - ٣٣٦.
(٥) في نسخة من أدب الكتّاب: ٥٨٧ هامش، ولم يرد في الاقتضاب ولا في شرح الجواليقين.
(٦) أنشده في أدب الكتّاب: ٥٨٧. وتماه:
(لم يبق هذا الدهر من آيائه … غير أثافيه وأرمدائه)
(٧) الرواية في: المخصص: ١٦/ ٧٦؛ التنبيهات: ٣٢٩؛ المنصف: ٢/ ١٤٣؛ شرح الجواليقي: ٢٩٣، وفيه رواية زائدة:
لم يبق هذا الدهر من آياتها … غير أثافيها وأرمدائها
فالعين من عرفان بيناتها … تهمع من مجري مدامعها

<<  <  ج: ص:  >  >>