للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَنْشَدَ فِي هَذَا البَابِ:

قَدْ وَكَّلَتْنِي طَلَّتِي بِالسَّمْسَرَهْ (١)

ط: "حَكَى أَبُو حَاتِمٍ أَنَّ رَجُلًا مِنَ العَرَبِ، قَالَتْ لَهُ زَوْجُهُ: هَلَّا غَدَوْتَ إِلَى السُّوقِ فَتَجَرْتَ وَجِئْتَنَا بِالفَوَائِدِ كَمَا يَصْنَعُ فُلَانٌ؟ فَقَالَ: إِنَّ زَوْجَ فُلَانٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْكِ، تَصْنَعُ لَهُ النَّبِيذَ فَيَشْرَبُهُ، وَيَغْدُو إِلَى السُّوقِ. فَصَنَعَتْ لَهُ نَبِيذًا وَأَيْقَظَتْهُ فِي السَّحَرِ وَسَقَتْهُ إِيّاهُ، فَغَدَا إِلَى السُّوقِ فَخَسِرَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ فَقَالَ:

قَدْ أَمَرَتْنِي طَلَّتِي بِالسَّمْسَرَهْ … وَصَبَّحَتْني لِطُلُوعِ الزُّهَرَهْ (٢)

عُسَّيْنِ مِنْ جَرَّتِهَا المَخْمَرَهْ … فَكَانَ مَا رَبِحْتُ وَسْطَ الغَيْثَرَهْ

وفِي الزِّحَامِ أَنْ وُضِعَتُ عَشَرَهْ

فَهَذَا الخَبَرُ يَقْتَضِي أَنَّ مَا رَوَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ غَلَطُ، وَأَنَّ الصَّوَابَ: "وَصَبَحَتْنِي"" (٣).

وَ"الغَيْثَرَةُ": الجَمَاعَةُ. وَ"الأَغْلَاطُ" بِالغَيْنِ المُعْجَمَةِ، كَذَا قَيَّدَهُ أَبُو عَلِيٍّ في "البَارعِ" (٤). وَ "السَّمْسَرَةُ": البَيْعُ وَالشِّرَاءُ فِي كَلَامِ العَرَبِ، وَهُمُ السَّمَاسِرَةُ وَاحِدُهُمْ: سِمْسَارٌ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ دَخِيلٌ (٥) فِي كَلَامِهِمْ.

وَقَالَ أَبُو العَلَاءِ المَعَرِّيُّ [ … ] (٦) "الضَوْءِ" (٧): "وَقَدْ جَاءَ فِي الـ[شِعْرِ الَّذِي لَيْسَ بِقَدِيمٍ] الزُّهْرَةُ بِسُكُونِ الهَاءِ [قَالَ] الرَّاجِزُ:


(١) أنشده ابن قتيبة في أدب الكتّاب: ٣٨٣. وسيأتي تخريجه مع باقي الأبيات.
(٢) الرجز في نوادر أبي زيد: ٤٠٧ ويروى "زوجتي - ما أصبت". نوادر أبي مسحل الأعرابي: ٢/ ٨٨٦؛ الجمهرة: ٢/ ٣٢٨؛ المسائل العضديات: ١٨٩؛ الاشتقاق: ٢١؛ المعرب: ٢٠١؛ شرح الجواليقي: ٢٠٨؛ والسمسار: القيم بالأمر الحافظ له.
(٣) الاقتضاب: ٢/ ١٩٠.
(٤) لم أجده في البارع، ولعله في الجزء الضائع منه.
(٥) المعرب: ٢٠١.
(٦) بياض في الأصل، ولعله يريد [في كتاب].
(٧) هو كتاب "ضوء السقط" لأبي العلاء المعري. وهو رسالة مرقونة بكلية الآداب - فاس. (المغرب).

<<  <  ج: ص:  >  >>