للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصبهاني، ابن كناسة، السيرافي، البطليوسي، داود بن يزيد السعدي. . .

ومن نماذج ذلك ما يأتي:

في شرح بيت جرير: (طويل)

أَيَشْهَدُ مَثْغُورٌ عَلَيْنَا وَقَدْ رَآى … نُمَيْلَةَ مِنَّا فِي ثَنَايَاهُ مَشْهَدَا

يقول: "ومثغور: هو عبيد بن غاضرة بن سمرة بن عمرو بن قرط العنبري، ولقب مثغورًا لأن سحيم بن وثيل الرياحي هتم ثغره، وذلك أن سحيمًا اتهم جد المثغور سمرة بن عمرو أنه هتم ثغر أمه ليلى بنت شداد، وكان سمرة المذكور على بعض الأعمال لعثمان بن عفان ، ومثغور هذا هو الذي يهجوه جرير لأنه شهد الفرزدق عليه. . ." (١).

وفي شرح مثل: "وعند جهينة الخبر اليقين" يقول: وجهينة بالجيم والهاء: هو الصحيح، وذلك أن أصل هذا المثل أن حصين بن عمرو بن معاوية بن كلاب خرج في سفر ومعه رجل من جهينة يقال له: الأخنس بن شريق، فنزلا في بعض منازلهما فقتل الجهيني الكلابي وأخذ ماله، وكانت لحصين أخت تسمى صخرة، وكان تبكيه في المواسم وتسأل عنه فلا تجد من يخبرها بخبره، فقال الأخنس (روى ستة أبيات): (وافر)

تُسَائِلُ عَنْ حُصَيْنٍ كُلَّ رَكْبٍ … وَعِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقِينُ" (٢)

وعن حرب صفين يقول: " … محمد بن طلحة وقتل يوم صفين، وكان علي قال لأصحابه: اجعلوا شعاركم ﴿حم (١)﴾ لا ينصرون، وكان محمد بن طلحة من أصحاب معاوية، وكان إذا حمل عليه رجل من أصحاب علي يقول له: أسألك بحم فكيف عنه إلى أن حمل عليه الأشعث بن قيس فقال له محمد: أسألك بحم، فلم يلتفت إلى قوله وطعنه وقتله وقال: (طويل)

يُذَكِّرُنِي حَامِيمُ وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ .. فَهَلَّا تَلَا حَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ


(١) الانتخاب: ٦٦.
(٢) الانتخاب: ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>