للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قسمان: منه ما هو راجع في المعنى إلى أصل واحد - وإن تنوّع ذلك الأصل - مع حفظ لمعنى كَـ: وجدت، وغَلَت القدر وكل شيء، وما هو من أصلين، وأكثر كَـ: غارت عينه، وغار على أهله، وغار أهله. ." (١)

٢ - توثيقه لعناوين الشرح أحيانًا؛ يقول: "هذا الباب أحد ما استدل به أصحاب سيبويه، على أن الأفعال مشتقة من المصادر؛ لأن الأصل يمكن ألا يكون له فرع، ولا يمكن للفرع ألّا يكون له أصل هذا، قول أبي إسحاق" (٢). وقد يذكر سبب وضع ابن قتيبة لباب ما؛ يقول: "إنما وضع هذا الباب، لاختلاف أبنية الأفعال - فقط - لا لاختلاف المصادر فيه، فقد تختلف كما تختلف في باب المصادر المختلفة عن الصدر الواحد، وإنما راعى اختلاف أبنية الأفعال" (٣).

٣ - يبدأ الجذامي شرحه - عادة - بتتبُّع الغريب، وشرح الكلمات الواحدة تلو الأخرى، وربما ترك ما لا يحتاج إلى شرح إذا كان معروفًا سهلًا؛ ثم يعود إلى أصل الكلمة واشتقاقها واستعمالاتها، يقول: "رثى الرجل الميت، يرثيه رثيّا، ورثاء: بكاه مادحًا. والاسم: المرثية غير مهموزة، والجمع: المراثي. ورثَيْتُ له: إذا رَحِمْتَهُ مثله غير مهموز. ورثأت اللبن أرثؤه رثئًا: إذا حمض فحلبت عليه لبنًا ليختر، والاسم: الرثيئة، هذا وحده مهموز" (٤).

وقوله أيضًا: "اللحن: مصدر لَحِنَ لَحَنًا: صار فطنًا، فهو لَحِنٌ. واللَّحْنُ: مصدر لَحَنَ - بفتح الحاء - يلْحَن لَحْنًا: إذا أخطأ، فهو لَاحِنٌ. واللَّحْنُ أيضًا: مصدر لَحَنَ لَحْنًا: إذا تكلم بلغته، واللُّحْنُّ أيضًا: التَّوْرِيَة، كلها مصادر بسكون الحاء، وفعل منها مفتوح العين" (٥). وفي قول ابن قتيبة:


(١) الانتخاب: ٤٢.
(٢) الانتخاب: ٥٨.
(٣) الانتخاب: ٤٧.
(٤) الانتخاب: ٩٦.
(٥) الانتخاب: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>