للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْشَدَهُ سِيبَوَيْهِ قَالَ: أَنْشَدَنِيهِمَا الْأَصْمَعِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَقَبْلَهُ: (مجزوء الكامل)

إِنْ يَبْخَلُوا أَوْ يَجْبَنُوا أَوْ يَغْدِرُوا لَا يَحْفَلُوا

يَغْدُوا عَلَيْكَ مُرَجَّلِينَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا

كأَبِي بَرَاقِشَ. . . (١)

قَالَ سِيبَوَيْهُ: يَغُدُوا، بَدَلٌ مِنْ لَا يَحْفَلُوا لِأَنَّ غُدُوَّهُمْ مُرَجَّلِينَ يُفَسِّرُ أَنَّهُمْ لَمْ يَحْفَلُوا بِمَا صَنَعُوا" (٢).

ط: "وَلَيْسَ بِبَدَلٍ مِنَ الْفِعْلِ وَحْدَهُ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ قَدْ نَفَى عَنْهُمُ الْغُدُوَّ مُرَجَّلِينَ كَمَا نَفَى عَنْهُمُ الْحَفْلَ، وَلَكِنَّهُ بَدَلٌ مِنْ مَجْمُوعِ الْفِعْلِ.

وَلَا يَحْفَلُوا مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى لِأَنَّهُ إِذَا قَالَ: لَا يَحْفَلُوا فَقَدْ نَابَ مَنَابَ: تَهَاوَنُوا بِذَلِكَ" (٣).

ع: وَيُرْوَى بَدَلَ يَغْدُوا عَلَيْكَ مُرَجَّلِينَ: تَلْقَاهُمْ مُتَضَاحِكِينَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا.

ط: "وَقَوْلُهُ: كَأَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا: فِي مَوْضِعَ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَوْ عَلَى الصِّفَةِ لِمُرَجَّلِينَ كَأَنَّهُ قَالَ: مُشْبِهِينَ مَنْ لَمْ يَفْعَلْ. وَالْكَافُ فِي كَأَنَّ كَافُ التَّشْبِيهِ الْجَارَّةُ، دَخَلَتْ عَلَى أَنَّ وَكَأَنَّ حُكْمُهَا أَنْ تَكُونَ دَاخِلَةً عَلَى الْخَبَرِ، فَإِذَا قُلْتَ كَأَنَّ زَيْدًا عَمْرٌو فَأَصْلُهُ: إِنَّ زَيْدًا كَعَمْرٍو، فَأَرَادُوا الْعِنَايَةَ بِحَرْفِ التَّشْبِيهِ فَقَدَّمُوهُ إِلَى صَدْرِ الْجُمْلَةِ، فَانْفَتَحَتْ هَمْزَةُ إِنَّ عَلَيْهَا. وَلَا مَوْضِعَ لِلْكَافِ مِنَ الْإِعْرَابِ وَلا تَعَلُّقَ بِمُضْمَرٍ وَلَا ظَاهِرٍ لِمُفَارَقَتِهَا مَوْضِعَهَا الَّذِي كَانَ أَخَصَّ بِهَا، وَلِأَنَّهَا قَدْ رُكِّبَتْ مَعَ أَنَّ وَصَارَتْ كَالْجُزْءِ مِنْهَا. وَالْكَافُ فِي قَوْلِهِ: كَأَبِي بَرَاقِشَ يَجُوزُ


(١) الأبيات في الكتاب: ٣/ ٨٧؛ الحيوان: ٣/ ٤٧٧؛ أمالي القالي: ٣/ ٨٣؛ الخزانة: ٣/ ٦٦٠؛ عيون الأخبار: ٢/ ٢٩؛ ل (برقش)؛ شرح المفصل: ١/ ٣٦.
(٢) الكتاب: ٣/ ٨٧.
(٣) الاقتضاب: ٣/ ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>