للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَدَحَ رَجُلًا وَصَفَهُ بِأَنَّهُ يَهْتِكُ الأَخْبِيَةَ عِنْدَ الإِغَارَةِ عَلَى الأَحْيَاءِ، وَيَلِجُ أَبْوَابَ المُلُوكِ وَالرُّؤَسَاءِ إِمَّا قَاهِرًا لَهُمْ، وَإِمَّا وَافِدًا عَلَيْهِمْ، فَهُوَ لِجَلَالَتِهِ إِذَا وَقَفَ عَلَى أَبْوَابِ المُلُوكِ لَمْ يُحْجَبْ عَنْهُمْ. وَهَذَا ضِدُّ مَا قَالَهُ جَرِيرُ لِلتَّيْمِ (١): (كامل)

قَوْمٌ إِذَا احْتَضَرَ المُلُوكُ وَقُودُهُمْ … نُتِفَتْ شَوَارِبُهُمْ عَلَى الأَبْوَابِ (٢)

وَأَنْشَدَهُ ابن قُتيبةَ عَنِ الفَرَّاءِ شَاهِدًا عَلَى أَنَّهُ: جَمَعَ البَابَ أَبْوِبَةً إِذَا كَانَ مُتَّبِعًا لِأَخْبِيَّةٍ. قَالَ: وَلَوْ أَفَرَدَ لَمْ يَجُزْ (٣)، لأَنَّ بَابًا حُكْمُهُ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى أَبْوَابٍ" (٤).

"وَالرَّجزُ بَعدَهُ (٥) أَنْشَدَهُ الأَصْمَعِيُّ عَنْ أَبِي مَهْدِيٍّ (٦) وَأَنْشَدَ قَبْلَهُ:

هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ بِأَعْلَى ذِي القُورْ (٧)

قَدْ دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورْ

مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ

و "القُورُ": جَمْعُ قَارَةٍ، وَهِيَ جُبَيْلٌ صَغِيرٌ أَسْوَدُ (٨). و "الرَّمَادُ المَكْفُورُ":


= ١/ ٢٥٧، الجلا: الواضح المنكشف. خناثير وخناسير: الدواهي.
(١) معجم قبائل العرب: ١/ ١٣٧.
(٢) ديوانه: ٧٨. ويروى: (حضر - نتفت).
(٣) أدب الكتّاب: ٦٠٠.
(٤) الاقتضاب: ٤٢٧ مع تقديم وتأخير.
(٥) أنشده ابن قتيبة في أدب الكتّاب: ٦٠٠. وهو:
(أزمان عيناء سرور المسرور … عيناء حوراء من العين الحير)
سيأتي تخريجه.
(٦) هو أبو مهدي الباهلي الأعرابي: ترجمته في: السمط: ٣/ ٢١؛ المزهر: ٢/ ٢٧٨.
(٧) الشعر لمنظور بن مرثد الأسدي كما في شرح الجواليقي: ٢٩٧؛ المنصف: ١/ ٢٨٨ - ٢٨٩؛ كتاب التنبيه والإيضاح: ١/ ٢٤١؛ شرح المفصل: ٤/ ١١٤ و ٥/ ٢٢، وينسب للأغلب العجلي في بعض نسخ نوادر أبي زيد: ٥٧١، وبدون نسبة في: المخصص: ١/ ١٩٩ و ٦/ ٧٨؛ رسالة الملائكة: ٣٩؛ العمدة: ١/ ٣٤٠ ويروى: (الحور - ودرست - مريح)؛ الزاهر: ١/ ٢٧؛ أمالي ابن الشجري: ١/ ٣٢١.
(٨) تهذيب الإصلاح: ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>