للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وَجُدُودُنَا … وَإِنَّا لَنَرْجُوا فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا (١)

فَقَالَ لَهُ النَّبِي : "إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا لَيْلَى؟ " فَقَالَ: إِلَى الجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ "لَا يَفْضُض الله فَاكَ" (٢) هَكَذَا حُفِظَ عَنْهُ .

وَمَنْ قَالَ: "لَا يُفْض الله فَاكَ. أَرَادَ لَا يَجْعَلِ الله فَاكَ فَضَاءَ لَا أَسْنَانَ فيه" (٣).

وَقَالَ الخَطَّابِيُّ (٤): "وَكَذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ لِلْعَبَّاسِ (٥): لا فَضَّ الله فَاكَ. أَرَادَ: لَا كَسَرَ اللهُ أَسْنَانَكَ. قَالَ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ فِي قَوْلِهِمْ: "لَا يَفْضُضِ الله فَاكَ أَيْ: لَا يَكْسِرُ الله أَسْنَانَكَ الَّتِي فِي فِيكَ" (٦) فَحَذَفَ لِعِلْمِ المُخَاطَبِ. كَمَا يُقَالُ: يَا خَيْلَ اللهَ ارْكَبِي؟ وَالمُرَادُ: يَا رُكَّابَ خَيْلِ الله ارْكَبُوا" (٧).

قَوْلُهُ: "مِطْ عَنَّا: تَنَحَّ" (٨) الكَلَامَ.


(١) البيت في ديوانه: ٨٩؛ وصدره في جمهرة الأشعار: ١/ ١٥٣ (بلغنا السماء مجدًا وجودًا وسؤددًا)؛ وفي المقاصد: ٤/ ١٩٣؛ الخزانة: ٣/ ١٦٩؛ الحماسة المغربية: ١/ ٥٧٥ (وسناءنا)؛ والمرشح: ٣٠٧ (نجدة وتكرمًا)؛ محاضرات الأدباء: ١/ ٧٩ (عن جدنا).
(٢) الحديث في البداية والنهاية: ٥/ ١٧؛ إتحاف السادة المتقين ٦/ ٤٨٠؛ الشفا: ١/ ٢٨٥.
(٣) الزاهر: ١/ ١٧٤ - ١٧٥؛ العقد: ١/ ٣٠٨ - ٣٠٩.
(٤) هو أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب السبتي الحافظ اللغوي، صاحب التصانيف. ترجمته في يتيمة الدهر: ٤/ ٣٤٤؛ فهرسة ابن خير ٢٠١؛ معجم الأدباء: ٤/ ٢٤٦؛ المنتظم: ٦/ ٣٩٧؛ النجوم الزاهرة ٤/ ١٩٩؛ مفتاح السعادة: ١٧٢.
(٥) هو أبو الفضل العباس بن عبد المطلب جد الخلفاء العباسيين وعم النبي ، كانت له سقاية الحجاج وعمارة المسجد الحرام (ت ٣٢ هـ). ترجمته في المحبر: ١٦؛ العقد: ٣/ ٣١٦؛ جمهرة أنساب العرب: ١٥.
(٦) الفصيح ١٣؛ شرح الفصيح: ١٢١.
(٧) غريب الحديث للخطابي: ١/ ١٩٠ - ١٩١.
(٨) أدب الكتّاب: ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>