للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه النقول قد استغرقت "الانتخاب" كله، أم هل كانت له مجالس يملي فيها تقييداته وشروحه على "أدب الكتاب" واستفاد منها الجذامي؟ خاصة وقد علمنا أن أدب الكتاب كان مادة أساسية في المقررات التعليمية التي كانت تدرس لطلبة الأندلس. وفي كلا الحالين، فإن هذه النقول تكون مادة أساسية ومهمة في كتاب "الانتخاب" كما أنها من الوفرة بحيث لو جمعت لكونت شرحًا تامًا ذا قيمة عالية، قد يضيف الشيء الكثير إلى شروح الأندلسيين لـ "أدب الكتاب".

* كما أن تعليقات أبي علي البغدادي كانت من الوفرة بحيث كوّنت رصيدًا مهمًّا من التصويبات في الرواية والمآخذ، وقد تضمنت رواية أبي علي لأدب الكتاب، كما تضمنت آراء تصحح أو ترد أو ترجّح روايات الكتاب، منها قوله: "وقال أبو علي: حوصلة بالتشديد وحوصلة بالتخفيف، قال أبو علي: والتخفيف أحبّ إلي" (١)، وقوله: "قال أبو علي: وقع في كتابي "خنثى" وهو غلط، والصحيح: خنثا" (٢).

كما أن الجذامي لم يشر إلى شرح الجواليقي، وقد اطلعنا عليه فوجدنا أنه كون مادة فقرأت طويلة من كتاب "الانتخاب"، انظر مثلًا: شرح الجواليقي الصفحة: ٢٥ نقلها في معرض الحديث عن "الخط الحسن" (٣)، ونقل أيضًا من شرح الجواليقي حديثه عن أنواع المثلث والمربع (٤). والمطلع على الشرحين يلاحظ هذا جليًا، ولعلّ إسهاب الجذامي في شرح مقدمة "أدب الكتاب" راجع إلى أخذه من شرحي الجواليقي والزجاجي.

ولعلّ أهم ميزة ميّزت منهج الجذامي في نسبة الآراء إلى أصحابها كانت هي حرصه على تحري سبيل الرواية والإسناد، وقد أثبتها في رواية الأحاديث وأحال على ذلك في عدة مواضع من الشرح يقول: "هذا الحديث يرويه


(١) الانتخاب: ٤٤٥.
(٢) الانتخاب: ٢٨٠.
(٣) الانتخاب: ٨٠.
(٤) انظر: شرح أدب الكاتب للجواليقي: ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>