للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله على مكّة، دخل المسجد، والأصنام منصوبة حول الكعبة، فجعل يطعن بسية قوسه (١) في عيونها ووجوهها، ويقول: «جاء الحقّ، وزهق الباطل، إنّ الباطل كان زهوقا» (٢)، ثمّ أمر بها فكفئت على وجوهها، ثمّ أخرجت من المسجد فحرّقت.

وعن ابن عبّاس أنّه قال: في زمان يزدجرد عبدت الأصنام، ورجع من رجع عن الإسلام.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد، نا عمر بن عبيد الله، نا أبو الحسين بن بشران، نا عثمان بن أحمد الدّقّاق، ثنا جميل، ثنا حسن بن الرّبيع، ثنا مهدي بن ميمون، قال: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: لمّا بعث رسول الله ، فسمعنا به، لحقنا بمسيلمة الكذّاب، ولحقنا بالنّار، وكنّا نعبد الحجر في الجاهليّة، فإذا وجدنا حجرا هو أحسن منه، نلقي ذاك، ونأخذه، وإذا لم نجد حجرا، جمعنا حثية من تراب، ثمّ جئنا بغنم، فحلبناها عليه، ثمّ طفنا به.

أخبرنا محمّد بن عبد الباقي بن أحمد، نا حمد بن أحمد الحدّاد، نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا أبو عبّاس السّرّاج، ثنا أحمد بن الحسن بن خراش، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عمارة المعولي، قال: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: كنّا نعمد إلى الرّمل، فنجمعه، فنحلب عليه، فنعبده، وكنّا نعمد إلى الحجر الأبيض فنعبده زمانا، ثمّ نلقيه.

أخبرنا أبو منصور القزاز، نا أبو بكر بن ثابت، نا عبد العزيز بن علي الورّاق، نا أحمد ابن إبراهيم، ثنا يوسف بن يعقوب النيسابوري، نا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، نا الحجّاج بن أبي زينب، قال: سمعت أبا عثمان النّهدي قال: كنّا في الجاهليّة نعبد حجرا،


(١) سية قوسه: طرف قابها، وقيل: رأسها. وقيل: ما اعوجّ من رأسها. «اللسان» مادة (سيا).
(٢) أخرجه البخاري (٤٢٨٧)، ومسلم (١٧٨١) من حديث عبد الله بن مسعود .

<<  <   >  >>