وكانت بتبالة بين مكّة واليمن، على مسيرة سبع ليال من مكّة، وكانت تعظّمها، وتهدي لها خثعم وبجيلة، فقال رسول الله ﷺ لجرير ﵁:«ألا تكفني ذا الخلصة»(١).
فوجّهه إليه، فسار بأحمس، فقابلته خثعم وبجيلة، فظفر بهم، وهدم بنيان ذي الخلصة، وأضرم فيه النّار، وذو الخلصة اليوم عتبة باب مسجد تبالة.
وكان لدوس صنم، يقال له: ذو الكفّين، فلمّا أسلموا بعث رسول الله ﷺ الطّفيل بن عمرو فحرقه.
وكان لبني الحارث بن يشكر صنم، يقال له: ذو الشرى، وكان لقضاعة، ولخم، وجذام، وعاملة.
وغطفان صنم في مشارف الشّام، يقال له: الأقيصر.
وكان لمزينة صنم، يقال له: فهم، وبه كانت تسمّى عبد فهم.
وكانت لعنزة صنم، يقال له: سعير.
وكان لطيئ صنم يقال له: الفلس.
وكان لأهل كلّ واد من مكّة صنم في دارهم يعبدونه، فإذا أراد أحدهم السّفر، كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسّح به، وإذا قدم من سفره كان أوّل ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسّح به، ومنهم من اتّخذ بيتا، ومن لم يكن له صنم، ولا بيت، نصب حجرا ممّا استحسن به، ثمّ طاف به، وسمّوها الأنصاب.
وكان الرّجل إذا سافر، فنزل منزلا، أخذ أربعة أحجار، فنظر إلى أحسنها، فاتّخذه ربّا، وجعله ثالثة الأثافي لقدره، فإذا ارتحل تركه، فإذا نزل منزلا آخر فعل مثل ذلك، ولمّا ظهر