فسمعنا مناديا ينادي: يا أهل الرّحال، إنّ ربّكم قد هلك، فالتمسوا لكم ربّا غيره.
قال: فخرجنا على كلّ صعب وذلول، فبينما نحن كذلك نطلب، إذا نحن بمناد ينادي:
إنّا قد وجدنا ربّكم أو شبهه. قال: فجئنا فإذا حجر، فنحرنا عليه الجزر.
أنبأنا محمّد بن أبي طاهر، نا أبو إسحاق البرمكي، نا أبو عمر بن حيوة، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، نا محمّد بن عمرو، ثني الحجّاج بن صفوان، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عنبسة قال: كنت امرأ ممّن يعبد الحجارة، فينزل الحيّ ليس معهم آلهة، فيخرج الحيّ منهم، فيأتي بأربعة أحجار، فينصب ثلاثة لقدره، ويجعل أحسنها إلها يعبد، ثمّ لعلّه ما هو أحسن منه قبل أن يرتحل، فيتركه، ويأخذ غيره.
أنبأنا عبد الوهّاب بن المبارك، نا أبو الحسين بن عبد الجبّار، نا أبو الحسن العتيقي، نا عثمان بن عمرو بن المنتاب، نا أبو محمّد عبد الله بن سليمان الفامي، ثني أبو الفضل محمّد ابن أبي هارون الورّاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، عن شيخ من ساكني مكّة، قال:
سئل سفيان بن عيينة: كيف عبدت العرب الحجارة والأصنام؟ فقال: أصل عبادتهم الحجارة أنّهم قالوا: البيت حجر، فحيثما نصبنا حجرا، فهو بمنزلة البيت.
وقال أبو معشر: كان كثير من أهل الهند يعتقد الرّبوبيّة، ويقرّون بأنّ لله تعالى ملائكة، إلّا أنّهم يعتقدونه صورة كأحسن الصّور، وأنّ الملائكة أجساما حسانا، وأنّه ﷾ وملائكته محتجبون بالسّماء، فاتّخذوا أصناما على صورة الله سبحانه عندهم، وعلى صور الملائكة، فعبدوها، وقرّبوا لها لموضع المشابهة على زعمهم.
وقيل لبعضهم: إنّ الملائكة، والكواكب، والأفلاك، أقرب الأجسام إلى الخالق، فعظّموها، وقرّبوا لها، ثمّ عملوا الأصنام.