ومن عاداتهم لبس الحرير، والتّختّم بالذّهب، وربّما تورّع أحدهم عن لبس الحرير، ثمّ لبسه في وقت، كالخطيب يوم الجمعة.
ومن عاداتهم إهمال إنكار المنكر، حتّى إنّ الرّجل يرى أخاه أو قريبه يشرب الخمر، ويلبس الحرير، فلا ينكر عليه، ولا يتغيّر، بل يخالطه مخالطة حبيب.
ومن عاداتهم أن يبني الرّجل على باب داره مصطبة يضيّق بها طريق المارّة، وقد يجتمع على باب داره ماء مطر، ويكثر، فيجب عليه إزالته، وقد أثم بكونه كان سببا لأذى المسلمين.
ومن عاداتهم دخول الحمّام بلا مئزر، وفيهم من إذا دخل بمئزر، رمى به على فخذه، فيرى جوانب إليتيه، ويسلّم نفسه إلى المدلّك، فيرى بعض عورته، ويمسّها بيده؛ لأنّ العورة من السّرّة إلى الرّكبة، ثمّ ينظر هؤلاء إلى عورات الناس، ولا يكاد يغضّ، ولا ينكر.
ومن عاداتهم ترك القيام بحقّ الزّوجة، وربّما اضطرّوها إلى أن تسقط مهرها، ويظنّ الزّوج أنّه قد تخلّص بما قد أسقطته عنه.
وقد يميل الرّجل إلى إحدى زوجتيه دون الأخرى، فيجور في القسم، متهاونا بذلك؛ ظنّا أنّ الأمر فيه قريب.
فقد روى أبو هريرة ﵁ عن النّبي ﷺ أنّه قال:«من كان له امرأتان، يميل إلى إحداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة يجرّ إحدى شقّيه، ساقطا أو مائلا»(١).
ومن عاداتهم إثبات الفلس عند الحاكم، ويعتقد الّذي قد حكم له بالفلس، أنّه قد سقطت عنه بذلك الحقوق، وقد يوسر ولا يؤدّي حقّا.
(١) أخرجه أبو داود (٢١٣٣)، والترمذي (١١٤١)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (٦٥١٥).