للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبإسناد عن سلمان بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: «الصّدقة على المسكين صدقة، والصّدقة على ذوي الرّحم اثنتان: صدقة وصلة» (١).

ومنهم من يعلم فضيلة التّصدّق على القرابة، إلّا أن يكون بينهما عداوة دنيويّة، فيمتنع من مواساته، مع علمه بفقره، ولو واساه، كان له أجر الصّدقة والقرابة، ومجاهدة الهوى، وقد روي عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال: قال رسول الله : «إنّ أفضل الصّدقة، الصّدقة على ذي الرّحم الكاشح» (٢).

قال المصنف : وإنّما قبلت هذه الصّدقة وفضّلت؛ لمخالفة الهوى؛ فإنّ من تصدّق على ذي قرابة يحبّه، اتّفق على هواه.

ومنهم من يتصدّق ويضيّق على أهله في النّفقة.

وقد روي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «أفضل الصّدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول» (٣).

وبإسناد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «تصدّقوا، فقال رجل: عندي دينار.

فقال: تصدّق به على نفسك. قال: عندي دينار آخر. قال: تصدّق به على زوجتك. قال:

عندي دينار آخر. قال: تصدّق به على ولدك. قال: عندي دينار آخر. قال: تصدّق به على خادمك. قال: عندي دينار آخر. قال: أنت أبصر به» (٤).

ومنهم من ينفق في الحجّ، ويلبّس عليه إبليس بأنّ الحجّ قربة، وإنّما مراده الرّياء، والفرجة، ومدح النّاس.


(١) أخرجه الترمذي (٦٥٨)، وابن ماجه (١٨٤٤) وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (٣٨٥٨).
(٢) أخرجه أحمد (٢٣٠١٩)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (١١١٠).
(٣) أخرجه البخاري (١٤٢٧)، ومسلم (١٠٣٤).
(٤) أخرجه أبو داود (١٦٩١)، وحسنه الألباني في «الإرواء» (٨٩٥).

<<  <   >  >>