ومنهم: من يعطي الزّكاة لمن يستخدمه طول السّنة؛ فهي على الحقيقة أجرة.
ومنهم: من يخرج الزّكاة كما ينبغي، فيقول له إبليس: ما بقي عليك.
فيمنعه أن يتنفّل بصدقة؛ حبّا للمال، فيفوّته أجر المتصدّقين، ويكون المال رزق غيره.
وبإسناد عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس قال: أوّل ما ضرب الدّرهم، أخذه إبليس، فقبّله، ووضعه على عينه وسرّته، وقال: بك أطغي، وبك أكفّر، رضيت من ابن آدم بحبّه الدّينار من أن يعبدني.
وعن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله، قال: إنّ الشّيطان يردّ الإنسان بكلّ ريدة، فإذا أعياه اضطجع في ماله، فيمنعه أن ينفق منه شيئا.
والثالث: من حيث التّكثير بالأموال؛ فإنّ الغنيّ يرى نفسه خيرا من الفقير، وهذا جهل؛ لأنّ الفضل بفضائل النّفس اللازمة لها، لا بجمع حجارة خارجة عنها، كما قال الشاعر:
غنى النّفس لمن يعق … ل خير من غنى المال
وفضل النّفس في الأنف … س ليس الفضل في الحال
والرابع: في إنفاقها؛ فمنهم من ينفقها على وجه التّبذير والإسراف، تارة في البنيان الزّائد على مقدار الحاجة، وتزويق الحيطان، وزخرفة البيوت، وعمل الصّور، وتارة في اللّباس الخارج بصاحبه إلى الكبر والخيلاء، وتارة في المطاعم الخارجة إلى السّرف، وهذه الأفعال لا يسلم صاحبها من فعل المحرّم، أو مكروه، وهو مسئول عن جميع ذلك.
وبإسناد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «يا ابن آدم لا تزول قدماك يوم القيامة بين يدي الله ﷿ حتّى تسأل عن أربع: عمرك فيم أفنيته، وجسدك فيم أبليته، ومالك