للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحسين. أو يقول: أنا قريب النّسب من فلان العالم، أو من فلان الزّاهد.

وهؤلاء يبنون أمرهم على أمرين:

أحدهما: أنّهم يقولون: من أحبّ إنسانا أحبّ أولاده وأهله.

والثاني: أنّ هؤلاء له شفاعة، وأحقّ من شفعوا فيه أهلوهم وأولادهم.

وكلا الأمرين غلط.

أمّا المحبّة: فليس محبّة الله ﷿ كمحبّة الآدميّين، وإنّما يحبّ من أطاعه؛ فإنّ أهل الكتاب من أولاد يعقوب، ولم ينتفعوا بآبائهم، ولو كانت محبّة الأب تسري، لسرت إلى البعض أيضا.

وأمّا الشّفاعة فقد قال الله تعالى: ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ اِرْتَضى﴾ [الأنبياء: ٢٨]، ولمّا أراد نوح حمل ابنه في السفينة، قيل له: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ [هود: ٤٦]، ولم يشفع إبراهيم في أبيه، ولا نبيّنا في أمّه، وقد قال لفاطمة : «لا أغني عنك من الله شيئا» (١). ومن ظنّ أنّه ينجو بنجاة أبيه كمن ظنّ أنّه يشبع بأكل أبيه.

ومن تلبيسه عليهم: أن يعتمد أحدهم على خلّة خير، ولا يبالي بما فعل بعدها.

فمنهم من يقول: أنا من أهل السّنّة، وأهل السّنّة على خير. ثمّ لا يتحاشى عن المعاصي.

وكشف هذا التّلبيس أن يقال له: إنّ الاعتقاد فرض، والكفّ عن المعاصي فرض آخر، فلا يكفي أحدهما عن صاحبه.

وكذلك تقول الروافض: نحن يدفع عنّا موالاة أهل البيت. وكذبوا؛ فإنّه إنّما يدفع التّقوى.


(١) أخرجه البخاري (٤٧٧١)، ومسلم (٢٠٤) من حديث أبي هريرة .

<<  <   >  >>