للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اشتدّ بكاؤه، وقال: قد خشيت أن يكون هذا من الشيطان.

وبالإسناد عن أبي عثمان النيسابوري يقول: خرجنا جماعة مع أستاذنا أبي حفص النيسابوريّ إلى خارج نيسابور، فجلسنا، فتكلّم الشيخ علينا، فطابت أنفسنا، ثمّ بصرنا، فإذا بأيل قد نزل من الجبل، حتّى برك بين يدي الشّيخ، فأبكاه ذلك بكاء شديدا، فلمّا سكن سألناه.

فقلت: يا أستاذ، تكلّمت علينا، فطابت قلوبنا، فلمّا جاء هذا الوحش وبرك بين يديك أزعجك وأبكاك؟ قال: نعم. رأيت اجتماعكم حولي، وقد طابت قلوبكم، فوقع في قلبي لو أنّ شاة ذبحتها ودعوتكم عليها، فما تحكّم هذا الخاطر حتّى جاء هذا الوحش، فبرك بين يدي، فخيّل لي أنّي مثل فرعون الّذي سأل ربّه أن يجري له النّيل، فأجراه.

قلت: فما يؤمّنني أن يكون الله تعالى يعطيني كلّ حظّ لي في الدّنيا، وأبقى في الآخرة فقيرا لا شيء لي؟ فهذا الّذي أزعجني.

وقد لبّس إبليس على قوم من المتأخّرين، فوضعوا حكايات في كرامات الأولياء؛ ليشيدوا بزعمهم أمر القوم، والحقّ لا يحتاج إلى تشييد بباطل، فكشف الله تعالى أمرهم بعلماء النّقل.

أخبرنا محمّد بن ناصر، أنبأنا الحسن بن أحمد الفقيه، قال: نا محمّد بن محمّد الحافظ، قال: نا عبيد الله بن محمّد الفقيه، قال أحمد بن عبد الله بن الحسن الأدميّ، قال:

حدّثني أبي، قال: قال سهل بن عبد الله، قال عمرو بن واصل - كذا في الرواية والصّواب:

قال عمرو بن واصل: قال سهل بن عبد الله - صحبت رجلا من الأولياء في طريق مكّة، فنالته فاقة ثلاثة أيّام، فعدل إلى مسجد في أصل جبل، وإذا فيه بئر عليها بكرة، وحبل، ودلو، ومطهرة، وعند البئر شجرة رمّان ليس فيها حمل.

<<  <   >  >>