روّينا بإسناد عن أبي الطّيّب يقول: سمعت زهرون يقول: كلّمني الطّير، وذاك أنّي كنت في البادية، فتهت، فرأيت طائرا أبيض، فقال لي: يا زهرون، أنت تائه؟ فقلت: يا شيطان! غرّ غيري.
فقال لي: أنت تائه. فقلت: يا شيطان، غرّ غيري. فوثب في الثّالثة، وصار على كتفي، وقال: ما أنا بشيطان، أنت تائه، أرسلت إليك. ثمّ غاب عنّي.
وبإسناد عن محمّد بن عبد الله قرشيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيى بن عمرو قال:
حدّثتني زلفى، قالت: قلت لرابعة العدويّة: يا عمّة، لم لا تأذنين للنّاس يدخلون عليك؟ قالت: وما أرجو من الناس؟ إن أتوني حكوا عنّي ما لم أفعل.
قال القرشيّ: وزادني غير أبي حاتم، أنّها قالت: يبلغني أنّهم يقولون إنّي أجد الدّراهم تحت مصلّاي، ويطبخ لي القدر بغير نار، ولو رأيت مثل هذا فزعت منه.
قالت: فقلت لها: إنّ النّاس يكثرون فيك القول، يقولون: إنّ رابعة تصيب في منزلها الطّعام والشّراب، فهل تجدين شيئا فيه؟ قالت: يا ابنة أخي لو وجدت في منزلي شيئا ما مسسته، ولا وضعت يدي عليه.
قال القرشيّ: وحدّثني محمّد بن إدريس، قال: قال محمّد بن عمرو: وحدّثتني زلفى عن رابعة، أنّها أصبحت يوما صائمة في يوم بارد قالت: فنازعتني نفسي إلى شيء من الطّعام السّخن أفطر عليه، وكان عندي شحم فقلت: لو كان عندي بصل أو كرّاث عالجته، فإذا عصفور قد جاء، فسقط على المثقب في منقاره بصلة، فلمّا رأيته أضربت عمّا أردت، وخفت أن يكون من الشيطان.
وبالإسناد عن محمّد بن يزيد قال: كانوا يرون لوهيب أنّه من أهل الجنة، فإذا أخبر بها