أخبرنا المحمّدان ابن ناصر وابن عبد الباقي، قال: أخبرنا حمد بن أحمد، نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ، قال: كانت أمّ عليّ زوجة أحمد بن خضرويه، قد أحلّت زوجها أحمد من صداقها، على أن يزور بها أبا يزيد البسطاميّ، فحملها إليه، فدخلت عليه، وقعدت بين يديه مسفرة عن وجهها، فلمّا قال لها أحمد: رأيت منك عجبا، أسفرت عن وجهك بين يدي أبي يزيد. قالت: لأنّي لمّا نظرت إليه فقدت حظوظ نفسي، وكلّما نظرت إليك، رجعت إليّ حظوظ نفسي.
فلمّا أراد أحمد الخروج من عند أبي يزيد قال له: أوصني. قال: تعلّم الفتوّة من زوجتك.
أخبرنا أبو بكر بن حبيب، نا أبو سعد بن أبي صادق، نا ابن باكويه، سمعت أبا بكر الفازي - وفاز قرية بطوس - سمعت أبا بكر السّبّاك، سمعت يوسف بن الحسين يقول: كان بين أحمد بن أبي الحواري، وبين أبي سليمان عقد، ألا يخالفه في شيء يأمره به، فجاءه يوما وهو يتكلّم في المجلس فقال: إنّ التّنّور قد سجرناه، فما تأمرنا؟ فما أجابه.
فأعاد مرّة أو مرّتين، فقال له الثالثة: اذهب واقعد فيه. ففعل ذلك، فقال أبو سليمان:
ألحقوه؛ فإنّ بيني وبينه عقدا ألا يخالفني في شيء آمره به.
فقام وقاموا معه، فجاءوا إلى التّنّور، فوجدوه قاعدا في وسطه، فأخذ بيده وأقامه، فما أصابه خدش.
قال المصنف ﵀: هذه الحكاية بعيدة الصّحّة، ولو صحّت كان دخوله النّار معصية.
وفي الصّحيحين من حديث عليّ ﵁ قال: بعث رسول الله ﷺ سريّة، واستعمل عليها رجلا من الأنصار، فلمّا خرجوا، وجد عليهم في شيء، فقال لهم: أليس قد أمركم رسول الله ﷺ أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: فاجمعوا حطبا.