متى قطع لنفسه بأنّه من أهل الجنّة، كان من أهل النّار، فكيف وهو يشهد لنفسه، بأنّه على مقام يزيد على مقام النّبوّة؛ بل يزيد على المقام المحمود، وهو الشفاعة العظمى.
وقال ابن عقيل: والّذي يمكّنني في حقّ أهل البدع لساني وقلبي، ولو اتّسعت قدرتي في السّيف، لرويت الثّرى من دماء خلق.
أخبرتنا شهدة بنت أحمد، قلت: أخبرنا جعفر بن أحمد، ثنا أبو طاهر محمّد بن علي العلاف، سمعت أبا الحسين بن سمعون، سمعت أبا عبد الله العلقي صاحب أبي العباس بن عطاء، سمعت أبا الحسين بن سمعون، سمعت أبا عبد الله العلقي صاحب أبي العباس بن عطاء يقول: قرأت القرآن، فما رأيت الله ﷿ ذكر عبدا فأثنى عليه حتّى ابتلاه، فسألت الله تعالى أن يبتليني. فما مضت الأيّام واللّيالي، حتّى خرج من دار نيف وعشرون ميّتا، ما رجع منهم أحد.
قال: وذهب ماله، وذهب عقله، وذهب ولده وأهله، فمكث بحكم الغلبة سبع سنين أو نحوها.
وكان أوّل شيء قاله بعد صحوته من غلبته:
حقّا أقول لقد كلّفتني شططا … حملي هواك وصبري إنّ ذا عجب
قلت: قلّة علم هذا الرّجل أثمر أن سأل البلاء، وفي سؤال البلاء معنى التّقاوي، وذاك من أقبح القبيح.
والشّطط: الجور، ولا يجوز أن ينسب إلى الله تعالى.
وأحسن ما حمل عليه حاله، أن يكون قال هذا البيت في زمان التّغيّر.
أخبرنا محمّد بن ناصر، أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، نا محمّد بن الحسين السلمي، سمعت أبا الحسن علي بن إبراهيم الحصريّ يقول: دعوني وبلائي، ألستم أولاد آدم الّذي