أخبرنا محمّد بن أبي القاسم، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الفضل الكرماني، نا سهل بن علي الخشاب (ح) وأخبرنا أبو الوقت نا أحمد بن أبي نصر نا الحسن بن محمّد بن قوري، قال: نا عبد الله بن علي السراج، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمّد الهمذانيّ يقول:
دخلت على الشّبليّ، فلمّا قمت لأخرج كان يقول لي ولمن معي إلى أن خرجنا من الدّار:
مرّوا، أنا معكم حيثما كنتم، وأنتم في رعايتي وكلاءتي.
نا محمّد بن ناصر، نا أبو عبد الله الحميدي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد الأردستاني، نا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت منصور بن عبد الله، يقول: دخل قوم على الشّبليّ في مرض موته الّذي مات فيه، فقالوا: كيف تجدك يا أبا بكر؟
فأنشأ يقول:
إنّ سلطان حبّه … قال لا أقبل الرّشا
فسلوه فديته … ما لقتلي تحرّشا
قال ابن عقيل: وقد حكي عن الشّبليّ أنّه قال: إنّ الله ﷾ قال: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى﴾ (٥)[الضحى: ٥]، والله لا رضي محمّد ﷺ وفي النّار من أمّته أحد.
ثمّ قال: إنّ محمّدا يشفع في أمّته، وأشفع بعده في النار، حتّى لا يبقى فيها أحد.
قال ابن عقيل: والدّعوى الأولى على النّبيّ ﷺ كاذبة؛ فإنّ النّبيّ ﷺ يرضى بعذاب الفجّار، كيف وقد لعن في الخمر عشرة (١)؛ فدعوى أنّه لا يرضى بتعذيب الله ﷿ للفجّار دعوى باطلة، وإقدام على جهل بحكم الشّرع.
ودعواه بأنّه من أهل الشّفاعة في الكلّ، وأنّه يزيد على محمّد ﷺ كفر؛ لأنّ الإنسان
(١) أخرجه الترمذي (١٢٩٥)، وابن ماجه (٣٣٨١) من حديث أنس بن مالك ﵁ وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (٥٠٩١).