للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عيسى يقول: سمعت أبي يقول: قيل لأبي يزيد: إنّك من الأبدال السّبعة الّذين هم أوتاد الأرض.

فقال: أنا كلّ السّبعة.

أنبأنا ابن ناصر، نا أبو الفضل السهلكي، قال: سمعت أبا الحسين محمّد بن القاسم الفارسي، قال: سمعت أبا نصر بن محمّد محمّد بن إسماعيل البخاري، يقول: سمعت أبا الحسين علي بن محمّد الجرجاني، يقول: سمعت الحسن بن علي بن سلام، يقول: دخل أبو يزيد مدينة، فتبعه منها خلق كثير، فالتفت إليهم فقال: «إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا فاعبدون».

فقالوا: جنّ أبو يزيد. فتركوه.

قال الفارسيّ: وسمعت أبا بكر أحمد بن محمّد النيسابوريّ، قال: سمعت أبا بكر أحمد بن إسرائيل قال: سمعت خالي عليّ بن الحسين يقول: سمعت الحسن بن علي بن حيويه يقول: قال أبو يزيد: رفع بي مرّة حتّى قمت بين يديه. فقال لي: يا أبا يزيد، إنّ خلقي يحبّون أن يروك.

قلت: يا عزيزي! وأنا أحبّ أن يروني.

فقال: يا أبا يزيد! إنّي أريد أريكهم.

فقلت: يا عزيزي!! وأنا أحبّ أن يروني، وأنت تريد ذلك، وأنا لا أقدر على مخالفتك، قرّبني بوحدانيّتك، وألبسني ربّانيّتك، وارفعني إلى أحديّتك، حتّى إذا رآني خلقك قالوا:

رأيناك، فيكون أنت ذاك، ولا أكون أنا هناك.

ففعل بي ذلك، وأقامني وزيّنني ورفعني، ثمّ قال: اخرج إلى خلقي. فخطوت من عنده خطوة إلى الخلق خارجا، فلمّا كان من الخطوة الثّانية غشي عليّ فنادى: ردّوا حبيبي؛ فإنّه لا يصبر عنّي ساعة.

<<  <   >  >>