للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنبأنا ابن ناصر، نا السهلكيّ، قال: سمعت محمّد بن إبراهيم الواعظ، يقول: سمعت محمّد بن محمّد الفقيه، يقول: سمعت أحمد بن محمّد الصّوفيّ يقول: سمعت أبا موسى يقول: حكي عن أبي يزيد أنّه قال: أراد موسى أن يرى الله تعالى، وأنا ما أردت أن أرى الله تعالى، هو أراد أن يراني.

أخبرنا أبو بكر بن حبيب، نا أبو سعد بن أبي صادق الحيري، ثنا أبو عبد الله بن باكويه، ثنا أبو طالب بن الفرغاني، قال: سمعت الجنيد بن محمّد، يقول: دخل عليّ أمس رجل من أهل بسطام، فذكر أنّه سمع أبا يزيد البسطامي يقول: اللهمّ إن كان في سابق علمك أنّك تعذّب أحدا من خلقك بالنّار، فعظّم خلقي حتّى لا تسع معي غيري.

قال المصنف : أمّا ما تقدّم من دعاويه، فما يخفى قبحها، وأمّا هذا القول فخطأ من ثلاثة أوجه:

أحدها: أنّه قال: إن كان في سابق علمك، وقد علمنا قطعا أنّه لابدّ من تعذيب خلق بالنّار، وقد سمّى الله ﷿ منهم خلقا، كفرعون، وأبي لهب، فكيف يجوز أن يقال بعد القطع واليقين: إن كان!!

والثاني: قوله: فعظّم خلقي. فلو قال لأدفع عن المؤمنين، ولكنّه قال: حتّى لا تسع غيري. فأشفق على الكفّار أيضا، وهذا تعاط على ﷿.

والثالث: أن يكون جاهلا بقدر هذه النّار، أو واثقا من نفسه بالصّبر، وكلا الأمران معدوم عنده.

قلت: ثمّ قال: والله تكلمت أمس مع الخضر في هذه المسألة، وكانت الملائكة يستحسنون قولي، والله ﷿ يسمع كلامي، فلم يعب عليّ، ولو عاب عليّ لأخرسني.

قلت: لولا أنّ هذا الرّجل قد نسب إلى التّغيّر، لكان ينبغي أن يردّ عليه، وأين الخضر؟

<<  <   >  >>