للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأكثر الصّحابة كسبوا الأموال، وخلّفوها، ولم ينكر أحد منهم على أحد.

وأما قوله: إنّ عبد الرّحمن يحبو حبوا يوم القيامة، فهذا دليل على أنّه لا يعرف الحديث، أو كان هذا مناما، وليس هو في اليقظة.

أعوذ بالله من أن يحبو عبد الرّحمن في القيامة، أفترى من يسبق إذا حبا عبد الرّحمن بن عوف، وهو من العشرة المشهود لهم بالجنّة، ومن أهل بدر المغفور لهم، ومن أصحاب الشّورى.

ثمّ الحديث يرويه عمارة بن زاذان، وقال البخاريّ: ربّما اضطرب حديثه. وقال أحمد:

يروي عن أنس أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم الرّازيّ: لا يحتجّ به. وقال الدّارقطنيّ:

ضعيف.

أخبرنا أبو الحصين مرفوعا إلى عمارة، عن ثابت، عن أنس ، قال: بينما عائشة في بيتها سمعت صوتا في المدينة، فقالت: ما هذا؟ فقالوا: عير لعبد الرّحمن ابن عوف قدمت من الشّام تحمل من كلّ شيء، قال: وكانت سبع مئة بعير، فارتجّت المدينة من الصّوت. فقالت عائشة : سمعت رسول الله يقول: «قد رأيت عبد الرّحمن بن عوف يدخل الجنّة حبوا»، فبلغ ذلك عبد الرّحمن بن عوف، فقال: إن استطعت لأدخلنّها قائما، فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله ﷿ (١).

وقوله: ترك المال الحلال أفضل من جمعه، ليس كذلك، بل متى صحّ القصد، فجمعه أفضل بلا خلاف عند العلماء.

والحديث الّذي ذكره عن رسول الله : «من أسف على دنيا فاتته … إلخ» (٢)،


(١) أخرجه أحمد (٢٤٣٢١).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <   >  >>