للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: «ما نفعني مال كمال أبي بكر» (١).

والحديث بإسناد مرفوع، عن عمرو بن العاص، قال: بعث إليّ رسول الله فقال:

«خذ عليك ثيابك وسلاحك، ثمّ ائتني»، فأتيته، فقال: «إنّي أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة»، فقلت: يا رسول الله، ما أسلمت من أجل المال؛ ولكنّي أسلمت رغبة في الإسلام. فقال: «يا عمرو، نعم المال الصّالح للرّجل الصّالح» (٢).

والحديث بإسناد عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله دعا له بكلّ خير، وكان في آخر دعائه أن قال: «اللهمّ أكثر ماله، وولده، وبارك له» (٣).

وبإسناد عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك أنّ عبيد الله بن كعب بن مالك قال:

سمعت كعب بن مالك يحدّث حديث توبته، قال: فقلت: يا رسول الله، إنّ من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ﷿، وإلى رسوله ، فقال: «أمسك بعض مالك، فهو خير لك» (٤).

قال المصنّف: فهذه الأحاديث مخرّجة في الصّحاح، وهي خلاف ما تعتقده المتصوّفة، من أنّ إكثار المال حجاب وعقوبة، وأنّ حبسه ينافي التّوكّل.

ولا ينكر أنّه يخاف من فتنته، وإنّ خلقا كثيرا اجتنبوه لخوف ذلك، وأنّ جمعه من وجه يعزّ، وسلامة القلب من الافتتان به يبعده، واشتغال القلب مع وجوده بذكر الآخرة


(١) أخرجه الترمذي (٣٦٦١)، وابن ماجه (٩٤) من حديث أبي هريرة ، وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (٥٨٠٨، ٥٦٦١).
(٢) أخرجه أحمد (١٧٣٠٩)، وصحّحه الألبانيّ في «مشكلة الفقر» (ص ٣٦).
(٣) أخرجه البخاري (٦٣٣٤)، ومسلم (٢٤٨١).
(٤) أخرجه البخاري (٤٤١٨)، ومسلم (٢٧٦٩).

<<  <   >  >>