للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تأوّه، ولا أظهر جزعا، لعنهما الله.

وقد بقي من البابكيّة جماعة، يقال إنّ لهم ليلة في السّنة تجتمع فيها رجالهم ونساؤهم، ويطفئون السّرج، ثمّ يتناهضون للنّساء، فيثب كلّ رجل منهم إلى امرأة، ويزعمون أنّ من احتوى على امرأة يستحلّها بالاصطياد؛ لأنّ الصّيد مباح.

الاسم الخامس: المحمّرة: قال المصنّف: سمّوا بذلك؛ لأنّهم صبغوا ثيابهم بالحمرة في أيّام بابك، ولبسوها.

الاسم السادس: القرامطة: قال المصنف: وللمؤرّخين في سبب تسميتهم بهذا قولان:

أحدهما: أنّ رجلا من ناحية خوزستان قدم سواد الكوفة، فأظهر الزّهد، ودعا إلى إمام من أهل بيت الرّسول ، ونزل على رجل يقال له: كرميتة، لقّب بهذا لحمرة عينيه، وهو بالنّبطيّة حادّ العين، فأخذه أمير تلك النّاحية، فحبسه، وترك مفتاح البيت تحت رأسه، ونام، فرقّت له جارية، فأخذت المفتاح، ففتحت البيت، وأخرجته، وردّت المفتاح إلى مكانه، فلمّا طلب، فلم يوجد، زاد افتتان النّاس به، فخرج إلى الشّام، فسمّي: كرميتة باسم الّذي كان نازلا عليه، ثمّ خفّف فقيل: قرمط، ثمّ توارث مكانه أهله وأولاده.

والثاني: أنّ القوم لقّبوا بهذه نسبة إلى رجل يقال له: حمدان قرمط، كان أحد دعاتهم في الابتداء، فاستجاب له جماعة، فسمّوا قرامطة وقرمطية، وكان هذا الرّجل من أهل الكوفة، وكان يميل إلى الزّهد، فصادفه أحد دعاة الباطنيّة في فريق، وهو متوجّه إلى قرية وبين يديه بقر يسوقها، فقال حمدان لذلك الرّاعي، وهو لا يعرفه: أين مقصدك؟

فذكر قرية حمدان، فقال له: اركب بقرة من هذه؛ لئلّا تتعب، فقال: إنّي لم أومر بذلك، فقال: وكأنّك لا تعمل إلّا بأمر. قال: نعم. قال: وبأمر من تعمل؟ قال: بأمر مالكي، ومالك الدّنيا والآخرة.

<<  <   >  >>