فبلغ ذلك أسد بن عبد الله، فقتلهم، وصلبهم، فلم يزل ذلك فيهم إلى اليوم، وعبدوا أبا جعفر، وصعدوا الخضراء، وألقوا نفوسهم كأنّهم يطيرون، فلا يبلغون الأرض إلّا وقد هلكوا، وخرج جماعتهم على النّاس في السّلاح، وأقبلوا يصيحون: يا أبا جعفر، أنت أنت.
الاسم الثالث: السبعيّة: لقّبوا بذلك لأمرين:
أحدهما: اعتقادهم أنّ دور الإمامة سبعة سبعة على ما بيّنّا، وأنّ الانتهاء إلى السّابع هو آخر الأدوار، وهو المراد بالقيامة، وأنّ تعاقب هذه الأدوار لا آخر له.
الاسم الرابع: البابكيّة: قال المصنف: وهو اسم لطائفة منهم تبعوا رجلا يقال له: بابك الخرّميّ، وكان من الباطنيّة، وأصله أنّه ولد زنا، فظهر في بعض الجبال بناحية أذربيجان سنة إحدى ومئتين، وتبعه خلق كثير، واستفحل أمرهم، واستباح المحظورات، وكان إذا علم أنّ عند أحد بنتا جميلة، أو أختا جميلة، طلبها، فإن بعثها إليه، وإلّا قتله وأخذها، ومكث على هذا عشرين سنة، فقتل ثمانين ألفا، وقيل: خمسة وخمسين ألفا وخمس مئة إنسان، وحاربه السّلطان، وهزم خلقا من الجيوش حتّى بعث المعتصم الأفشين فحاربه، فجاء ببابك وأخيه في سنة ثلاث وعشرين ومئتين، فلمّا دخلا، قال لبابك أخوه: يا بابك، قد علمت ما لم يعلمه أحد، فاصبر الآن صبرا لم يصبره أحد، فقال: سترى صبري. فأمر المعتصم بقطع يديه ورجليه، فلمّا قطعوا، مسح بالدّم وجهه.
فقال المعتصم: أنت في الشّجاعة كذا وكذا، ما بالك قد مسحت وجهك بالدّم، أجزعا من الموت؟ فقال: لا، ولكنّي لمّا قطعت أطرافي، نزف الدّم، فخفت أن يقال عنّي: إنّه اصفرّ وجهه جزعا من الموت. قال: فيظنّ ذلك بي، فسترت وجهي بالدّم كيلا يرى ذلك منّي، ثمّ بعد ذلك ضربت عنقه، وأضرمت عليه النّار، وفعل مثل ذلك بأخيه، فما فيهما من صاح،