للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال إبراهيم: الخوارج قوم كفّار، وتحلّ لنا مناكحتهم وموارثتهم كما كان النّاس في بدء الإسلام.

وكان بعضهم يقول: لو أنّ رجلا أكل من مال يتيم فلسين، وجبت له النّار؛ لأنّ الله ﷿ أوعد على ذلك النّار.

قال المصنف: ولهم قصص تطول، ومذاهب عجيبة لهم لم أر التّطويل بذكرها، وإنّما المقصود النّظر في حيل إبليس، وتلبيسه على هؤلاء الحمقى الّذين عملوا بواقعاتهم، واعتقدوا أنّ عليّ بن أبي طالب - كرّم الله وجهه - على الخطإ، ومن معه من المهاجرين والأنصار على الخطإ، وأنّهم على الصّواب، واستحلّوا دماء الأطفال، ولم يستحلّوا أكل ثمرة بغير ثمنها، وتعبوا في العبادات، وسهروا، وجزع بن ملجم عند قطع لسانه من فوات الذّكر، واستحلّ قتل عليّ كرّم الله وجهه.

ثمّ شهروا السّيوف على المسلمين، ولا أعجب من اقتناع هؤلاء بعلمهم واعتقادهم أنّهم أعلم من عليّ ، فقد قال ذو الخويصرة لرسول الله : اعدل، فما عدلت، وما كان إبليس ليهتدي إلى هذه المخازي، نعوذ بالله من الخذلان.

أخبرنا ابن الحصين، نا ابن المذهب، نا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثني أبي، قال: قرأت على عبد الرّحمن بن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التّيميّ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي سعيد الخدريّ، قال:

سمعت رسول الله يقول: «يخرج قوم فيكم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وأعمالكم مع أعمالهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدّين مروق السّهم من الرّميّة» (١)، أخرجاه في «الصّحيحين».


(١) أخرجه البخاري (٥٠٥٨)، ومسلم (١٠٦٤).

<<  <   >  >>