بعض الأشخاص ببعض، فصارت الدّعوة عرسا للشّخصين، فلا يخرج إلّا وقد تعلّق قلب شخص بشخص، ومال طبع إلى طبع، وتتغيّر المرأة على زوجها، فإن طابت نفس الزّوج سمّي بالدّيّوث، وإن حبسها طلبت الفرقة إلى من تلبس منه المرقّعة، والاختلاط بمن لا يضيّق الخنق، ولا يحجر على الطّباع.
ويقال: تابت فلانة، وألبسها الشّيخ الخرقة، وقد صارت من بناته. ولم يقنعوا أن يقولوا: هذا لعب وخطأ، حتّى قالوا: هذا من مقامات الرّجال.
وجرت على هذه السّنون، وبرد حكم الكتاب والسّنّة في القلوب.
هذا كلّه من كلام ابن عقيل ﵁، فلقد كان ناقدا مجيدا متلمحا فقيها.
أنشدنا أبو عليّ عبيد الله الزّاغوني قال: أنشدنا رزق الله بن عبد الوهّاب التّميميّ وأبو منصور بن محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبريّ قالا: أنشدنا أبو بكر العنبريّ لنفسه في الصّوفيّة:
تأمّلت أختبر المدّعين … بين الموالي وبين العبيد
فألفيت أكثرهم كالسّراب … يروقك منظره من بعيد
فناديت يا قوم من تعبدون … فكلّ أشار بقدر الوجود
فبعض أشار إلى نفسه … وأقسم ما فوقها من مزيد
وبعض إلى خرقة رقّعت … وبعض إلى ركوة من جلود
وآخر يعبد هواه … وما عابد للهوى بالرّشيد
ومجتهد وقته زيّه … فإن فات بات بليل عنيد
وذو كلف باستماع السّما … ع بين البسيط وبين النّشيد