ثابت ﵁ قال: لمّا بعث النّبيّ ﷺ، جعل إبليس - لعنه الله - يرسل شياطينه إلى أصحاب النّبيّ ﷺ، فيجيئون إليه بصحفهم ليس فيها شيء، فيقول لهم: ما لكم لا تصيبون منهم شيئا؟ فقالوا: ما صحبنا قوما مثل هؤلاء. فقال: رويدا بهم، فعسى أن تفتح لهم الدّنيا هناك تصيبون حاجتكم منهم.
قال القرشيّ: وأخبرنا أحمد بن جميل المروزيّ، نا ابن المبارك، نا سفيان، عن عطاء ابن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي، عن أبي موسى قال: إذا أصبح إبليس، بثّ جنوده في الأرض، فيقول: من أضلّ مسلما، ألبسته التّاج. فيقول له القائل: لم أزل بفلان حتّى طلّق امرأته. قال: يوشك أن يتزوّج.
ويقول آخر: لم أزل بفلان حتّى عقّ. قال: يوشك أن يبرّ.
ويقول آخر: لم أزل بفلان حتّى زنا. قال: أنت.
ويقول آخر: لم أزل بفلان حتّى شرب الخمر. قال: أنت.
قال: ويقول آخر: لم أزل بفلان حتّى قتل، فيقول: أنت أنت.
قال القرشيّ: وسمعت سعيد بن سليمان يحدّث عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: كانت شجرة تعبد من دون الله، فجاء إليها رجل، فقال: لأقطعنّ هذه الشّجرة. فجاء ليقطعها غضبا لله، فلقيه إبليس في صورة إنسان، فقال: ما تريد؟ قال: أريد أن أقطع هذه الشّجرة الّتي تعبد من دون الله. قال: إذا أنت لم تعبدها، فما يضرّك من عبدها؟ قال:
لأقطعنّها. فقال له الشّيطان: هل لك فيما هو خير لك؟ لا تقطعها ولك ديناران كلّ يوم إذا أصبحت عند وسادتك. قال: فمن أين لي ذلك؟
قال: أنا لك، فرجع، فوجد دينارين عند وسادته، ثمّ أصبح بعد ذلك، فلم يجد شيئا، فقام غضبا ليقطعها، فتمثّل له الشّيطان في صورته، وقال: ما تريد؟ قال: أريد قطع هذه