سمعت أبا بكر الرازي، يقول: سمعت أبا الحسن الريحانيّ يقول: سمعت إبراهيم الخوّاص يقول: رأيت شخصا من أهل المعرفة، عرج بعد سبعة عشر يوما على سبب في البرّيّة، فنهاه شيخ كان معه، فأبى أن يقبل، فسقط، ولم يرتفع عن حدود الأسباب.
قلت: هذا قد أراد أن يصبر عن القوت أكثر من هذا، وليس الصّبر إلى هذا الحدّ، وإن أطيق بفضيلة.
أخبرنا محمّد بن أبي القاسم، نا رزق الله بن عبد الوهاب، نا أبو عبد الرحمن محمّد بن الحسين، قال: سمعت جدّي إسماعيل بن نجيد، يقول: دخل إبراهيم الهرويّ مع شبة البرّيّة.
فقال: يا شبّة، اطرح ما معك من العلائق.
قال: فطرحتها كلّها وأبقيت دينارا، فخطا خطوات ثمّ قال: اطرح كلّ ما معك، لا تشغل سرّي. قال: فطرحتها كلّها وأبقيت دينارا، فخطا خطوات، ثمّ قال: اطرح كلّ ما معك، لا تشغل سرّي.
قال: فأخرجت الدّينار، ودفعته إليه، فطرحه، ثمّ خطا خطوات، وقال: اطرح ما معك.
قلت: ليس معي شيء. قال: بعد سرّي مشتغل، ثمّ ذكرت أن معي دستجة شسوع، فقلت:
ليس معي إلّا هذه. قال: فأخذها فطرحها، ثمّ قال: امش. فمشينا، فما احتجت إلى شبع في البادية، إلّا وجدته مطروحا بين يدي، فقال لي: كذا من عامل الله بالصّدق.
قال المصنف ﵀: قلت: كلّ هذه الأفعال خطأ، ورمي المال حرام، والعجب ممّن يرمي ما يملكه، ويأخذ ما لا يدري من أين هو، وهل يحلّ له أخذه أم لا؟
أخبرنا أبو بكر بن حبيب، نا أبو سعيد بن أبي صادق، نا ابن باكويه، قال: سمعت نصر ابن أبي نصر العطّار يقول: سمعت عليّ بن محمّد المصريّ، قال: سمعت أبا سعيد الخراز