للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسجّى عليه بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله عن وجهه، وقال: «دعهنّ يا أبا بكر، فإنّها أيّام عيد» (١)، أخرجاه في «الصّحيحين».

قال المصنّف : والظّاهر من هاتين الجاريتين صغر السّنّ؛ لأنّ عائشة كانت صغيرة، وكان رسول الله يسرّب إليها الجواري، فيلعبن معها (٢).

وقد أخبرنا محمّد بن ناصر، نا أبو الحسين بن عبد الجبّار، نا أبو إسحاق البرمكيّ، أنبأنا عبد العزيز بن جعفر، ثنا أبو بكر الخلّال، أخبرنا منصور بن الوليد بن جعفر بن محمّد، حدّثهم قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل حديث الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، عن جوار يغنّين: أيّ شيء هذا الغناء؟ قال: غناء الرّكب: أتيناكم، أتيناكم.

قال الخلّال: وحدّثنا أحمد بن فرج الحمصيّ، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا أبو عقيل، عن نهبة، عن عائشة ، قالت: كانت عندنا جارية يتيمة من الأنصار، فزوّجناها رجلا من الأنصار، فكنت فيمن أهداها إلى زوجها، فقال رسول الله : «يا عائشة، إنّ الأنصار أناس فيهم غزل: فما قلت؟». قالت: دعونا بالبركة، فقال: «أفلا قلتم:

أتيناكم أتيناكم … فحيّونا نحيّيكم

ولولا الذّهب الأحم … ر ما حلّت بواديكم

ولولا الحبّة السّمرا … ء لم تسمن عذاريكم (٣)

أخبرنا أبو الحصين، نا أبو المذهب، نا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، ثني أبي، ثنا أسود بن عامر، نا أبو بكر، عن أجلح، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله لعائشة : «أهديتم الجارية إلى بيتها؟». قالت: نعم. قال: «فهلّا بعثتم


(١) أخرجه البخاري (٩٤٩)، ومسلم (٨٩٢).
(٢) أخرجه البخاري (٦١٣٠)، ومسلم (٢٤٤٠) من حديث عائشة .
(٣) أخرجه ابن ماجه (١٩٠٠)، والطبراني في «الأوسط» (٣/ ٣١٥)، وحسنه الألباني في «الإرواء» (١٩٩٥).

<<  <   >  >>