ابن يحيى البزوريّ، ثنا عبد الله بن أيّوب المخرمي، قال: حدّثنا عبد المجيد (يعني: ابن أبي روّاد)، عن ابن طهمان (يعني: إبراهيم)، عن أبي مالك الكوفيّ، عن الحسن، أنّه جاءه رجل ممّن يلبس الصّوف، وعليه جبّة صوف، وعمامة صوف، ورداء صوف، فجلس فوضع بصره في الأرض، فجعل لا يرفع رأسه، وكأنّ الحسن خال فيه العجب، فقال الحسن: إنّ قوما جعلوا كبرهم في صدورهم، شنّعوا - والله - دينهم بهذا الصّوف، ثمّ قال: إنّ رسول الله ﷺ كان يتعوّذ من زيّ المنافقين. قالوا: يا أبا سعيد، وما زيّ المنافقين؟ قال: خشوع اللّباس بغير خشوع القلب.
قال ابن عقيل: هذا كلام رجل قد عرف النّاس، ولم يغرّه اللّباس، ولقد رأيت الواحد من هؤلاء يلبس الجبّة الصّوف، فإذا قال له القائل: يا أبا فلان، ظهر منه ومن أوباشه الإنكار، فعلم أنّ الصّوف قد عمل عند هؤلاء ما لا يعمله الدّيباج عند الأوباش.
أخبرنا محمّد بن عبد الباقي بن أحمد، نا حمد بن أحمد الحدّاد، نا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمّد بن إسحاق، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا هارون بن معروف، عن ضمرة، قال: سمعت رجلا يقول: قدم حمّاد بن أبي سليمان البصرة، فجاءه فرقد السبخيّ، وعليه ثوب صوف، فقال له حمّاد: ضع عنك نصرانيّتك هذه، فلقد رأيتنا ننتظر إبراهيم (يعني: النّخعي)، فيخرج علينا وعليه معصفرة.
أخبرنا محمّد بن القاسم، نا حمد بن أحمد، نا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن محمّد، ثنا إبراهيم بن شريك الأسديّ، ثنا شهاب بن عبّاد، ثنا حمّاد، عن خالد الحذّاء، أنّ أبا قلابة قال: إيّاكم وأصحاب الأكسية.
أخبرنا محمّد بن ناصر، وعمر بن ظفر، قالا: نا محمّد بن الحسن الباقلانيّ، نا القاضي أبو العلاء الواسطيّ، ثنا أبو نصر أحمد بن محمّد النيازكي، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد البزّاز، ثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، ثنا عليّ بن حجر، ثنا صالح بن عمر الواسطيّ، عن