للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصنّف لهم أبو طالب المكّيّ: «قوت القلوب»، فذكر فيه الأحاديث الباطلة، وما لا يستند فيه إلى أصل من صلوات الأيّام واللّيالي، وغير ذلك من الموضوع، وذكر فيه الاعتقاد الفاسد.

وردّد فيه قول «قال بعض المكاشفين» وهذا كلام فارغ، وذكر فيه عن بعض الصّوفيّة، أنّ الله ﷿ يتجلّى في الدّنيا لأوليائه.

أخبرنا أبو منصور القزّاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: قال أبو طاهر محمّد بن العلّاف قال: دخل أبو طالب المكّيّ إلى البصرة بعد وفاة أبي الحسين بن سالم، فانتمى إلى مقالته، وقدم بغداد، فاجتمع النّاس عليه في مجلس الوعظ، فخلط في كلامه، فحفظ عنه أنّه قال: ليس على المخلوق أضرّ من الخالق.

فبدّعه النّاس وهجروه، فامتنع من الكلام على النّاس بعد ذلك.

قال الخطيب: وصنّف أبو طالب المكّيّ كتابا سمّاه «قوت القلوب» على لسان الصّوفيّة، وذكر فيه أشياء مستبشعة في الصّفات.

قال المصنف: وجاء أبو نعيم الأصبهانيّ فصنّف لهم كتاب «الحلية» وذكر في حدود التّصوّف أشياء منكرة قبيحة، ولم يستح أن يذكر في الصّوفيّة أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليّا، وسادات الصّحابة فذكر عنهم فيه العجب، وذكر منهم شريحا القاضي، والحسن البصريّ، وسفيان الثّوريّ، وأحمد بن حنبل، وكذلك ذكر السّمليّ في «طبقات الصّوفيّة» الفضيل، وإبراهيم بن أدهم، ومعروفا الكرخيّ، وجعلهم من الصّوفيّة، بأن أشار إلى أنّهم من الزّهّاد.

فالتّصوّف مذهب معروف يزيد على الزّهد، ويدلّ على الفرق بينهما أنّ الزّهد لم يذمّه أحد، وقد ذمّوا التّصوّف على ما سيأتي ذكره، وصنّف لهم عبد الكريم بن هوازن القشيري

<<  <   >  >>