للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنّ قطع السّارق من أصول الأصابع، ويبقى له الكفّ، فإن سرق مرّة أخرى، قطعت الرّجل اليسرى، فإن سرق الثّالثة، خلّد في الحبس إلى أن يموت.

وحرّموا السمك الجري، وذبائح أهل الكتاب، واشترطوا في الذّبح استقبال القبلة في مسائل كثيرة يطول ذكرها، خرقوا فيها الإجماع، وسوّل لهم إبليس وضعها على وجه لا يستندون فيه إلى أثر، ولا قياس، بل إلى الواقعات.

ومقابح الرّافضة أكثر من أن تحصى، وقد حرّموا الصّلاة لكونهم لا يغسلون أرجلهم في الوضوء، والجماعة؛ لطلبهم إماما معصوما، وابتلوا بسبّ الصّحابة.

وفي «الصّحيحين» عن رسول الله قال: «لا تسبّوا أصحابي، فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه» (١).

وقد أخبرنا محمّد بن عبد الملك، ويحيى بن عليّ، قالا: أخبرنا محمّد بن أحمد بن المسلمة، نا أبو ظاهر المخلّص، ثنا البغويّ، ثنا محمّد بن عبّاد المكيّ، ثنا محمّد بن طلحة المدينيّ، عن عبد الرّحمن بن سالم بن عبد الله بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جدّه، قال:

قال رسول الله : «الله اختارني، واختار لي أصحابا، فجعل لي منهم وزراء، وأنصارا، وأصهارا، فمن سبّهم فعليه لعنة الله، والملائكة، والنّاس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا، ولا عدلا» (٢).

قال المصنف: والمراد ب «العدل»: الفريضة. والصّرف: النّافلة.

أخبرنا أبو البركات بن عليّ البزّاز، نا أبو بكر الطريثيثي، نا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، نا عبيد الله بن محمّد بن أحمد، نا عليّ بن محمّد بن أحمد بن يزيد الرّياحي، ثنا أبي، ثنا


(١) أخرجه البخاري (٣٦٧٣)، ومسلم (٢٥٤١) من حديث أبي سعيد .
(٢) أخرجه الطبرانيّ في «المعجم الأوسط» (١/ ١٤٤) من حديث ابن عبّاس ، وحسّنه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (٦٢٨٥)، ولفظه: «من سبّ أصحابي، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين».

<<  <   >  >>