للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ظلمني أبو بكر حين أخذ فدك من فاطمة. قال: ودام على ظلمكم؟ قال: نعم. قال:

ومن قام بعده؟ قال: عمر . قال: ودام على ظلمكم؟ قال: نعم. ومن قام بعده؟ قال:

عثمان . قال: ودام على ظلمكم؟ قال: نعم. قال: ومن قام بعده؟ فجعل يلتفت كذا وكذا، ينظر مكانا يهرب إليه.

قال ابن عقيل: الظّاهر أنّ من وضع مذهب الرّافضة، قصد الطّعن في أصل الدّين والنّبوّة، وذلك أنّ الّذي جاء به رسول الله أمر غائب عنّا، وإنّما نثق في ذلك بنقل السّلف، وجودة نظر النّاظرين إلى ذلك منهم، فكأنّنا نظرنا إذا نظر لنا من نثق بدينه وعقله.

فإذا قال قائل: إنّهم أوّل ما بدؤوا بعد موته بظلم أهل بيته في الخلافة، وابنته في إرثها، وما هذا إلّا لسوء اعتقاد في المتوفّى، فإنّ الاعتقادات الصّحيحة سيّما في الأنبياء توجب حفظ قوانينهم بعدهم لا سيّما في أهليهم وذرّيتهم، فإذا قالت الرّافضة: إنّ القوم استحلّوا هذا بعده، خابت آمالنا في الشّرع؛ لأنّه ليس بيننا وبينه إلّا النّقل عنهم، والثّقة بهم.

فإذا كان هذا محصول ما حصل لهم بعد موته، خبنا في المنقول، وزالت ثقتنا فيما عوّلنا عليه من اتّباع ذوي العقول، ولم نأمن أن يكون القوم لم يروا ما يوجب اتّباعه، فراعوه مدّة الحياة، وانقلبوا عن شريعته بعد الوفاة، ولم يبق على دينه إلّا الأقلّ من أهله، فطاحت الاعتقادات، وضعفت النّفوس عن قبول الرّوايات في الأصل، وهو المعجزات، فهذا من أعظم المحن على الشّريعة.

قال المصنف: وغلوّ الرّافضة في حبّ عليّ حملهم على أن وضعوا أحاديث كثيرة في فضائله، أكثرها تشينه وتؤذيه، وقد ذكرت منها جملة في كتاب: «الموضوعات».

منها: «أنّ الشّمس غابت ففاتت عليّا صلاة العصر، فردّت له الشّمس»، وهذا من حيث النّقل موضوع، لم يروه ثقة، ومن حيث المعنى فإنّ الوقت قد فات، وعودها طلوع متجدّد، فلا يردّ الوقت.

<<  <   >  >>