﴿ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ [ق: ٣٧]، فقال: لمن كان الله قلبه.
وأخبرنا عمر بن ظفر، نا جعفر بن أحمد، نا عبد العزيز بن علي، نا ابن جهضم، ثنا محمّد بن جعفر، قال: سمعت أبا العبّاس بن عطاء، وقد سئل عن قوله: ﴿فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ﴾ [طه: ٤٠]، قال: نجّيناك من الغمّ بقومك، وفتنّاك بنا عمّن سوانا.
قال المصنف ﵀: وهذه جرأة عظيمة على كتاب الله ﷿ ونسبة الكليم إلى الافتتان بمحبّة الله سبحانه، وجعل محبّته تفتن، غاية في القباحة.
أخبرنا أبو منصور القزاز، نا أحمد بن علي الحافظ، نا أبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الرازي، يقول: سمعت أبا العبّاس بن العطاء يقول في قوله ﷿: ﴿فَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩﴾ [الواقعة: ٨٩، ٨٨].
فقال: الروح: النّظر إلى وجه الله ﷿.
والريحان: الاستماع لكلامه.
وجنّة نعيم: هو ألا يحجب فيها عن الله ﷿.
قلت: هذا كلام بالواقع على خلاف أقوال المفسّرين، وقد جمع أبو عبد الرحمن السلميّ في تفسير القرآن من كلامهم الّذي أكثره هذيان لا يحلّ، نحو مجلّدين، سمّاها:
«حقائق التفسير»، فقال في فاتحة الكتاب عنهم أنّهم قالوا: إنّما سمّيت فاتحة الكتاب لأنّها أوائل ما فاتحناك به من خطابنا، فإن تأدّبت بذلك وإلّا حرمت لطائف ما بعده!!
قال المصنف ﵀: وهذا قبيح؛ لأنّه لا يختلف المفسّرون، أنّ الفاتحة ليست من أوّل ما نزل.