قال: ذكر عنده هؤلاء الّذين يصعقون عند القراءة، فقال أنس:«لقد رأيتنا ووعظنا رسول الله ﷺ ذات يوم حتّى سمعنا للقوم خنينا، حين أخذته الموعظة، وما سقط منهم أحد».
قال المصنف ﵀: وهذا حديث العرباض بن سارية: وعظنا رسول الله ﷺ موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب (١).
قال أبو بكر الآجري: ولم يقل صرخنا، ولا ضربنا صدورنا، كما يفعل كثير من الجهّال الّذين يتلاعب بهم الشّيطان.
أخبرنا عبد الله بن علي المقري، قال: أخبرنا أبو ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم، قال:
أخبرنا محمّد بن عمر بن بكر النّجّار، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال: حدّثنا حصين بن عبد الرحمن، قال: قلت لأسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وآله - عند قراءة القرآن؟
قالت: كانوا كما ذكرهم الله - أو كما وصفهم ﷿ تدمع عيونهم، وتقشعرّ جلودهم.
فقلت لها: إنّ هاهنا رجالا إذا قرئ على أحدهم القرآن غشي عليه.
فقالت: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم.
أخبرنا محمّد بن ناصر، نا جعفر بن محمّد السراج، نا الحسن بن علي التميمي، نا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا الوليد بن شجاع، ثنا إسحاق الحلبي، ثنا فرات، عن عبد الكريم، عن عكرمة، قال: سألت أسماء بنت أبي بكر: هل كان أحد من السّلف يغشى عليه من الخوف؟ قالت: لا، ولكنّهم كانوا يبكون.
(١) أخرجه أبو داود (٤٦٠٧)، والترمذي (٢٦٧٦)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (٢٥٤٩).