وقد ذكرنا آنفا حديث ابن أبي ليلى، قال: أدركت عشرين ومئة من أصحاب النّبيّ ﷺ من الأنصار ما منهم رجل يسأل عن شيء إلّا ودّ أنّ أخاه كفاه، ولا يحدّث بحديث إلّا ودّ أنّ أخاه كفاه.
قال المصنّف: وقد يتخلّص العلماء الكاملون من تلبيسات إبليس الظّاهرة، فيأتيهم بخفيّ من تلبيسه بأن يقول له: ما لقيت مثلك، ما أعرفك بمداخلي ومخارجي! فإن سكن إلى هذا، هلك بالعجب، وإن سلم من المسالمة له، سلم.
وقد قال السّريّ السقطيّ: لو أنّ رجلا دخل بستانا فيه من جميع ما خلق الله ﷿ من الأشجار، عليها من جميع ما خلق الله تعالى من الأطيار، فخاطبه كلّ طائر بلغته، وقال:
السّلام عليك يا وليّ الله، فسكنت نفسه إلى ذلك، كان في أيديها أسيرا،