للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الثلاثاء ثاني تاريخه ماتت زين الكمال ابنة عبد الله الحبشية موطوءة قاضي القضاة الشافعي كان الصلاحي بن ظهيرة. فجهّزت في يومها وصلّى عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة نائب سيّدها قريبه القاضي شرف الدين أبو القاسم بن ظهيرة الشهير بالرافعي وشيّعها جماعة من الأعيان ودُفنت بالمعلاة داخل تربة سيّدها بالحجون وحزن عليها فالله تعالى يرحمها ويعوّضه فيها خيرًا.

وفي ليلة الخميس ثالث عشر الشهر مات الفقيه العدل المرتضى العارف بصنعة المواثيق كاتبه رضي الدين محمد ابن الشيخ العلامة نور الدين علي بن محمد الحناوي ثم المكي المالكي بعد توعكه ثلاثة أشهر بالحمى وغيرها وطاب في بعضها وغسل أوراقا في المواثيق والحساب على جماعة خشي منها الضرر على أهلها من ولده المحبي محمد فندم عليها واعترته (١) حرارة في باطنه كما أخبر به من طبّه.

وجهّز في ليلته وصُلي عليه عند باب الكعبة وشيّعه جماعة من الأعيان وغيرهم (٢) ودفن على أبيه بالمعلاة بالقرب من تربة بني شيبة بفم الشعب الأقصى، رحمه الله تعالى وعفا عنه، فإنه كان ذا حدّة وحمق وخصام مع من لا يوافقه على غرضه، بحيث أفضى به ذلك إلى ذكر الناس له إلى ما لا خير فيه لكنه عارف بصَنعته مظهر للحق في غالب حالته، سامحه الله (٣) ورحمه.

وفي ليلة الجمعة ثاني تاريخه ماتت المرأة الأصيلة سعادة ابنة الشيخ العلامة نجم الدين محمد ابن القاضي نجم الدين محمد بن أبي البركات بن ظهيرة ابن قاضي الحرمين المحيوي عبد القادر، وزوجة القاضي تاج الدين محمد ابن قاضي القضاة الجمالي أبي السعود بن ظهيرة، فجهّزها زوجها جهازا فائقا كعادته وارتكب فيه الديون، وصلّى عليها أخوها بعد صلاة العصر عند الحجر الأسود وشيّعها خلق من


(١) بالأصل: واعتراه.
(٢) بالأصل: وجهزه جماعة من الأعيان وغيره.
(٣) كلمة سقطت من الأصل.