للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقدر الله تعالى أنه كشف الغيم عند غروب الشمس ورؤي الهلال ظاهرًا لكل أحد بعد إخفائه، ولله الحمد.

شهر رمضان المعظم قدره استهل ناقصًا ليلة الجمعة من سنة ٩٣٦ هـ (١٥٣٠ م)

وفيها سقط منزل صهر الشريف منصور العجمي بالسويقة من مكة المشرفة على الساكنين فيه جماعة من الحلبيين قرابة الخواجا قاسم الجمال، هم امرأة وأولادها وعيالها، فسلم الجميع ما عدا المرأة وعبد ماتا وأخرجا من تحت الردم. وجهّزت المرأة في صبح تاريخه ودفنت بالمعلاة وكان زوجها غائبًا بجدة وحضر الكشف عليها بعض أقاربها وأصحابه منهم الخواجا برهان الدين إبراهيم ابن الشيخ علي الدمشقي. وكان وضع شمعة في قاعة سكنه نسيانًا فلما فرغت أكلت ما حولها وأحرقت جميع حوائجه التي بالقاعة وهي تحف كثيرة من الفرش والأثاث والملبوس وغيره، يقال نحو ألفي دينار، وتشوش الناس له، فالله تعالى يجبره ويعوضه خيرًا.

وفي مغرب ليلة السبت ثاني الشهر ماتت أم الحسين ابنة السراجي عمر ابن الشيخ أحمد الزيمي بعد توعكها أشهرًا بالحمى الدق والسعلة كوجع أختها. وكانت تزوجت في آخر شهر ربيع الأول عام تاريخه وأقامت مع الزوج خمسة أشهر غالبها مريضة فيها. وتخاصم زوجها وإياها بسببها وأدّى الأمر إلى طلاقها في عصر تاريخه وهي غائبة الذهن. وطلعت روحها بعد خروجهم عنها وكان ذلك غرض كل من أبيها والزوج لعدم المطالبة بإرثها ومهرها. وقد أخطأ كل منهما في فعله، فلا حول ولا قوة إلا بالله. فجهّزها والدها في ليلة تاريخه وصلّى عليها بعد صلاة الصبح ودفنت بالمعلاة على أمها بتربة بيت الشطي عند الدرب. رحمه الله تعالى.