للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" (١) وقال: مثل هذا يحسن ويُنْدب إليه، ويُذكر فاعله ويُثنى عليه.

قلتُ: ولو لم يكن في ذلك إلّا إرغام الشيطان، وسرور أهل الإيمان، فإذا كان أهل الصليب اتخذوا مولد نبيهم عيدا أكبر، فأهل الإسلام أولى بالتكبير وأجدر، فرحم الله امرأ اتخذ ليالي هذا الشهر المبارك وأيامه أعيادا، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وأعيى داءً. انتهى كلام ابن الجزري.

وبه تم الاستدلال القوي في تعظيم هذه الليلة الشريفة، خصوصا بمحل البقعة المنيفة، ولا يُعتَدّ بالإنكار على فاعلها لقصد تعظيم الآثار، فالله تعالى يديم السرور، ويطفئ أهل البدع والشرور، ويعيد علينا من بركة صاحب المولد الشريف وشرف وكرم وعلى آله الكرام، وصحبه العظام.

وفي ليلة الأربعاء رابع عشر الشهر كُسِفَ القمر في ثلث الليل الأول كسوفا قويا وصلّى له الخطيب الجديد المحيي عبد القادر العراقي بسورة البقرة في أربع ركعات وخطب بعدها خطبة طويلة بليغة جليلة، وسمعتُها منه مع ربط لسانه في تأدية بعض حروفها.

شهر جماد الأول استهل كاملًا في ليلة الأحد من سنة ٩٣٣ هـ (١٥٢٧ م)

وفي أوله رُفع الحب من السوق وارتفع السعر قليلًا بزيادة محلق صغير، فإنه كان بثلاثة صغار ودون ربع فجَرّس المحتسب جماعة من الباعة له.

ومسك مرشد أخو (٢) الحاكم مبارك بن بدر قاتلة الولدين في وادي


(١) أبو شامة: الباعث على إنكار البدع والحوادث ص ٣٣ (نقل بتصرّف).
(٢) بالأصل: أخي.