للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصطفى الرومي أحد أخصاء القاضي والولوي أبو زرعة المنوفي والزيني جعفر الخولاني وغيرهم فلم يقبل القاضي شهود .... (١) مع عدالتهم، لكون مذهبه يشترط في رؤية العيد جمعًا لا يمكن تواطؤهم على الكذب نحو الخمسين ودونها إلى العشرين، إلّا أن يكون في السماء علة من غيم أو ضباب فكان كذلك. فنزل القاضي من الجبل إلى المسجد الحرام وصلّى فيه ركعتين وقال بعض جماعته: مَن رأى الهلال فليتقدم للشهادة، فلم يتقدم أحد فصار القاضي المالكي يعرض المستنيبه بأن مذهبه ومذهب الشافعي يثبت بشاهدين ممن أدى عنده، فلم يصغ لقوله وأراد الانصراف من المجلس بلا ثبوت الشهر. وكاد (٢) يقع الاضطراب والقالات في القاضي، فحينئذ قال بعض الحاضرين له: لأي شيء ما تقبلون هؤلاء الشهود السبعة مع وجود العلة في السماء؟ فقال: مَن يشهد بوجودها؟ فشهد بها جماعة ممن شاهد وهو الضباب وحمرة الشفق عند مطلعه. فحينئذ أثبته وكبّر الرئيس يزمزم والزمازمة وغيرهم في مجلس القاضي. وحصل بذلك السرور الجيران بلد الله الأمين وسلم الجماعة على القاضي وانصرفوا من المسجد، ولم يجعل لهم القاضي طعامًا للإفطار كعادة من تقدمه، وأنكر عليه فعله.

شهر شوال المبارك استهل ناقصًا بالخميس من سنة ٩٤٥ هـ (١٥٣٩ م)

وفي صبحه صلّى بالناس العيد الخطيب محيي الدين عبد القادر العراقي الشافعي على قاعدة مذهبه وأمن العامة من الخبط في الصلاة لتقدمة التكبير على القراءة كما ألفوه خلاف السنة الماضية، ولله الحمد والمنة، وبه التوفيق والعصمة.


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل، ولعل التصويب: شهود باب السلام.
(٢) بالأصل: وكان.