للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهر ذي الحجة الحرام استهل ناقصًا بالثلاثاء من سنة ٩٣٩ هـ (١٥٣٣ م)

في صباحها كانت عرضة أمير الحاج المصري وخرج للقائه من الزاهر صاحب مكة وولده أحمد وقاضيها الشافعي وملك التجار السيد علاء الدين ودخلوا معه في عرضة حافلة. ونزل أمير الحاج بوطاقه عند باب المعلاة وتوجّه إلى العرضة إلى مدرسة الأشرف قايتباي بالمسعى، فلما وصل إليها رمى بعض الأروام مكحلة فأحرقته مع جماعة بجانبه فارتج الناس لذلك، وظن الشريف أبو نمي وجماعته طلب الشر معهم فسلوا سيوفهم والتجؤوا لسيدهم، فلم يُظهر لهم شيئا. وتوجّه الشريف لمنزله بعد أن أشِيع مسكه، وخاف أهل مكة من الفتنة فأطفأها الله تعالى وأمّن خوفهم.

وفي صبح يوم الأربعاء ثاني تاريخه فُرقت المبرّة الرومية على أهل الصرر وبعض البيوت تفرقة هنية في المدرسة العينية سكن الأمين عليها. واستمر ذلك ثلاثة، وفيها أعطى أسماء الأربطة لمشائخها وهم فرقوها على أربابها.

وفي يوم تاريخه قُرئت المراسيم بحضرة صاحب مكة وأمير الحاج المصري والقضاة والأكابر. وفيها الوصية بأمير الحاج. وتفرقة المبرّة الرومية على أربابها. وأن من مات من أهلها وله ولد يرصد اسمه عند ثقة ويكتب إلى الأبواب الخنكارية بمعرفة ذلك حتى يقرر فيها مستحقها.

وخلع على الشريف أبي نمي والقاضي الشافعي ولم يقرأ مرسوم الحنفي ولا الخطيب الجديد وهنأهما (١) الناس بولايتهما.

وفي يوم تاريخه أيضًا وصلت مع قاضي المحمل المصري - وهو الشيخ زكريا بن الجمالي محمد ابن شيخنا زكريا الشافعي وهو مريض - بعض الأوقاف المصرية


(١) بالأصل: وهنأهم.