للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخرى وتواصلا إلى القضاة الثلاثة المذكورين وثبت ذلك عند الحنفي ونُقِد عند الآخريْن ثم لم ينفصلا لعدم وفاقهما في بعض الحساب، ويقول أولهما إنه داخلَ في الحكم والثاني ينْفي ذلك ويتظلّم. فتوقف القاضي الحنفي في أمْرهما وأمَرهما بالصلح وإسقاط بعض المال فلم يرضيا مع أن أولهما نذر بالذي ثبت له يكون لأهل الحرم المكي، وقبض بعض المال وهو مائتان وستون دينارًا، ويقال إنه فرّقه على بعض الناس وكتب به قائمة باسم جماعة اختارهم.

وأشيع أنه (١) أعطى القاضي الشافعي خمسين دينارًا ولكل واحد من القضاة الثلاثة عشرة ولم يقبلها الحنفي لكون الخصومة عنده، وذُكر أن المالكي ردّ له ما يخصّه أيضًا. وعيّن لِفرّاشى (٢) الحرم عشرة ولأصهار بني الضياء عشرة، وللشيخ ابن ناصر وولديه خمسة.

وأشيع في هذه الجمعة أنّ إسكندر أمير زبيد خرج عليه عرب الزيدية في محل يعرف بالضحى فقاتلوه ومنعوه الدخول إلى زبيد وقتلوا منهم سبعين نفسًا وبعض خيل. وتخبّط اليمن وغلتْ (٣) الأسعار بزبيد وأعمالها، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

[شهر ربيع الثاني من سنة ٩٢٥ هـ (١٥١٩ م)]

استهل ناقصًا في ليلة الجمعة.

وفي صباحها جاء الخبر إلى مكة بوصول ثلاث جلاب من اليمن في أحدها الأمير


(١) كلمة تكررت بالأصل.
(٢) بالأصل: لفراشين.
(٣) بالأصل: غليت.