صبح يوم الأربعاء ثاني تاريخه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة، رحمه الله تعالى وأخلف من بعده خيرا. وخلّف ولدين ذكرين دلالين عاقّيْن له، وكان يذكر أنه تربى في دار صلاح عند ملوك بني رسول ورأى عندهم خيرا كثيرا، وبعدهم لازم بمكة جماعة من أكابرها رجالا ونساء وتزوج على عدة زوجات نال من بعضهن دنيا وأذهبها مع كونه حازما في أمره، وطُعِن في شهادته ومنعه بعض الحكام منها. وبطّل الدلالة لضعف حركته فلازم العبادة وجعل الصلاة والطواف له عادة، فختم الله له بخير.
وفي ظهر تاريخه ماتت خديجة ابنة المعلم فخري العجمي زوجة الشيخ عبد الرحمن المرجاني وأم ابنته كمالية زوجة الزيني عبد الواحد بن إبراهيم المرشدي. فجهّزها في يوم تاريخه وصُليَّ عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة، ودفنت بالمعلاة في قبر والدها عند عبد الله بن عمر، وشيّعها جماعة من الفقهاء لأجل زوج ابنتها وأخذ العزاء فيها وصحبته أخوها الشهابي أحمد ولم يحضر أخوها الثاني علي، رحمها الله تعالى وإيانا.
[شهر صفر الخير استهل ناقصا في ليلة الجمعة من سنة ٩٢٧ هـ (١٥٢١ م)]
وفي عصر تاريخه عُمل لقاضي القضاة الشافعي كان الصلاحي بن ظهيرة تهليلة بالمعلاة وحضرها القضاة والأعيان وغيرهم، وبعد الفراغ أنشدت مرثية فيه ثانية عملها أحد فضلاء الشافعية العلامة عز الدين عبد العزيز بن علي الزمزمي المكي وبالغ فيها مبالغة كبيرة، بحيث صارت على الألسنة شهيرة مع حسنها وفصاحة نظمها ومطلعها … (١).
وفي عشاء ليلة السبت ثاني تاريخه سافر جماعة القاضي الشافعي وهم أخواه