للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عقد بالبنت خفية بعد إرضاء ابن عم أبيها الوجيهي عبد الرحمن بن الشيخ إدريس بن عبد القوي لدعواه أنه عقد بها لولده المتوفى قبل تاريخه وجعل له مبلغًا رغبة ورهبة، ثم عقد بها عقدًا ثانيًا ظاهرًا للناس ثاني تاريخه عشاء ليلة الأربعاء علو سطح المسجد الحرام جهة باب السلام باشره قاضي المالكية الشرفي أبو القاسم المالكي وبالغ في مدح الزوج بما أنكره العقلاء وحصل بينهما خصام لصداقته لخصمه القاضي تاج الدين المالكي وهو غائب في القاهرة وقصَد مودته ونفاقه كفعل الآخر له، والله أعلم بفعل كل منهما ومناله (١)، ثم شرب الحاضرون سكرًا مذابًا بعد البخور بالعود والماورد كالعادة وانصرفوا وهنّأ الناس العريس ووالده في صبح تاريخه في المسجد الحرام.

ثم في ليلة الجمعة توجّه قاضي المالكية الشرفي الأنصاري لعياله بهدّة بني جابر لأجل الصيف وخلاص تعلقاته بها، واستمر بها إلى آخر الشهر ثم عاد لمكة في أول الشهر الذي بعده.

شهر ربيع الثاني استهل كاملًا بالسبت من سنة ٩٤٦ هـ (١٥٣٩ م)

وفي صبح تاريخه توجّه الناس إلى القاضي المالكي وهنؤوه (٢) بقدومه وبالشهر.

وفي ظهر يوم الاثنين ثالث الشهر وصل لمكة من الطائف قاضي العسكر الرميلي -كان- محيي الدين جلبي الشهير بابن الغباري بعياله مع شدة الحر إليها وهو


(١) كذا بالأصل.
(٢) بالأصل: وهنؤوه الناس.