وسلّمنا الله منه وعمّرتُه بسرعة ولله الحمد. وطاح بمكة جملة بيوتٍ من الأمطار.
ومات في هذا الشهر من الفقراء الطّرَحَاء في الأزقّة جوعًا وبردًا مائة وتسعون نفسًا كبيرًا على صغير، كما أخبرني بذلك الناظر على وقف الطّرَحاء الشيخ محمد الحطاب المالكي نفع الله به.
وفي يوم الإثنين تاسع عشريْ الشهر ماتتْ سيّدة التجّار أم الخواجا ولي الدين القويضي الشامي، وصلّى عليها بعد صلاة العصر، وشيّعها جماعة من الفقهاء والتجّار، ودُفنتْ بالمعلاة وولدها غائب بجدة، رحمها الله تعالى وإيانا.
[شهر صفر الخير استهل في ليلة الثلاثاء ولم يره أحد من سنة ٩٢٥ هـ (١٥١٩ م)]
وثبتَ في النهار عند قاضي القضاة الشافعي بشهادة جماعة من أهل مكة والغرباء.
وفي عصره وصل الخبر إلى مكة أن جلبة من زيْلع وصلتْ إلى جدة فأخبرتْ كتُبُها أنّ خلْفهم عدة جلاب، ونزل سعر الحب المصرية إلى أربعة محلّقة.
وفي ليلتها دخل الخواجا بركات الحلبي على زوجته البكر البالغ السيدة أم الحسين ابنة قاضي القضاة نور الدين علي بن الضياء الحنفي المكي في منزله. وقصده الناس للتهنئة بها. واستقلّ الناس عقْل أمّها بما وقع منها في زواج الأولى على الغريب ثم الثانية، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي يوم الخميس ثالث الشهر وصل قاصد الأمير قاسم الشرواني ممسك مملوك ترسن بن رجب الرومي لكونه أرسل إلى اليمن فكاتَب في قتل قاصده إليهم، وهو