للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة تسع وثلاثين وتسعمائة ٩٣٩ هـ (١٥٣٢ - ١٥٣٣ م)

فيها: كان أربعون نفسًا من كل من أهل الحرمين الشريفين وسكان المحلين المنيفين يلازمون قراءة سورة الأنعام كل يوم بعد صلاة الصبح، فأهل مكة بالحطيم وأهل المدينة تجاه حجرة النبي العظيم، وعقب ختمها يتوسلون بالدعاء لنصرة مولانا سلطان الزمان سليمان خان بن عثمان لكونه توجّه لغزو الفرنج المخذولين في جهة بني الأغراض [بلغراد] حتى وصل خبر نصرته في أحد الجمادين. وزينت أسواق مكة لذلك، وترك أهل المدينة قراءتها من أول شهر رجب بأمر ناظر المسجد النبوي السيد محمد الرفاعي وأهل مكة في أوسط شعبان بأمر نائب جدة الأمير محمد جلبي وصرف لكل شخص منهم كل يوم محلقًا كبيرًا. وكان اليازجي على الرومية في السنة قبلها مصطفى الرومي يتفوه بتقرير الجماعة مرتبًا في المبرّة الرومية كل عام.

وتواترت الأخبار بنصرة الخنكار على المخذولين من الكفار ولم يتحقق ذلك مع الإشاعة بمكة المشرفة وأعمالها بوصول غراب إلى جزيرة كمران باليمن فيه جماعة من الفرنج المخذولين للكشف عن أحوال المسلمين. وارتجت مكة بذلك وغَلَت (١) أسعار القوت من الحب وغيره. ثم تحقق الخبر بتوجّه الغراب لجهة الشحر وجاءتني منها ورقة أرسلها لي صاحبنا الأوحد الأصيل الشهابي أحمد بن محمد الحروي المكّي - كتب الله سلامته - تاريخها في ثاني جماد الثاني مضمونها: "إن في ثالث جماد الأول نزل غراب إفرنجي على الشحر وكانت سافرت منه جلبة


(١) بالأصل: غلي.